أبدى الفلاحون تخوفهم الكبير من بوادر موسم فلاحي جاف نتيجة تأخر الأمطار هذه السنة ، وهو ما ينبئ بمردودية زراعية قليلة خاصة فيما تعلق بالحبوب، ناهيك عن الخضر التي تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه لإنتاجها. تعرف الولايات الجزائرية تأخرا في سقوط الأمطار، وهو ما جعل الفلاح في حيرة من أمره بين التوجه الى حرث أرضه وزرعها وبين الانتظار الى حين سقوط الغيث ، باحثين في ذات الوقت عن طرق وحلول أخرى لتوفير المياه لسقى محاصيلهم الزراعية،حيث هرع العديد منهم لحفر الآبار العميقة لضمان توفير هذا العنصر الحيوي ، فيما طالب آخرون بضرورة تدخل الدولة لوضع استراتيجيات استعجالية لإنقاذ الموسم الفلاحي،هذا وقال عدد من الفلاحين ممن اتصلت بهم “آخر ساعة” في ولايتي عنابة والطارف أن بعضهم قام بحرث أرضه مرتقبا سقوط الامطار لزرعها، فيما قال أخرون انهم لم يستطيعوا حرث أراضيهم بسبب قسوتها الناتجة عن انعدام الأمطار التي تساعدهم على عملية الحرث والبذر،وقد أبدى الفلاحون تخوفهم من العوامل المناخية غير الملائمة والتي تساهم سلبا في نقص المردودية خاصة في ميدان الحبوب، وفي ذات السياق أوضح عدد من الفلاحين المنتجين للخضر أن نقص الأمطار أكد على منتوجاتهم ما جعلهم يستنجدون بالآبار لإنقاذ محاصيلهم، ولتسليط الضوء أكثر حول الموضوع أتصلنا بمسؤول في مديرية الفلاحة بعنابة الذي كشف أن مصالحه تتوقع زرع 14810 هكتارات من الحبوب بأنواعها، منها 12115 هكتار قمح صلب و1600هكتار قمح لين ،و1100 شعير، محتملين ان يصل الانتاج هذا الموسم الى عتبة 374000قنطار من الحبوب، وأضاف ذات المسؤول ان الظروف المناخية أثرت على عملية الحرث والبذر، حيث أحصت مصالحه حرث 4000هكتارمن مجموع 14000هكتار المتوقعة، وبيع5000 قنطار من الحبوب فقط منذ انطلاق موسم الحرث والبذر في الفاتح من اكتوبر المنصرم، وهي نسبة قليلة مقارنة بالسنوات الفارطة ،وذلك بسبب انعدام الامطار التي لم تتجاوز في الشهرين المنصرمين حد 30 ملم، من جهة اخرى أفاد ذات المتحدث أن الشباك الموحد قد فتح في منتصف شهر اوت لتمكين الفلاح من الاستفادة من قرض الرفيق في أوقات مبكرة ، وكذا من اجل تفادي اكتظاظ الفلاحين بالشباك وازدحامهم ،حيث أستفاد منذ فتح الشباك الى غاية الأسبوع المنصرم 300 فلاح من القرض، وتجدر الاشارة الى انه تم تنصيب في الآونة الاخيرة لجنة مشتركة بين مديرية الفلاحة واتحاد الفلاحين والغرفة الفلاحية لمتابعة ميدان الحبوب.