تبخرت آمال فريق شباب جيجل في اللحاق بأندية الرابطة الثانية المحترفة بعد خسارته غير المتوقعة أمام نادي الرغاية لحساب الجولة ال»28« من بطولة الثاني هواة ، وهي الخسارة التي أجهزت على أحلام الآلاف من عشاق النمرة الذين باتوا مجبرين على انتظار عام آخر لتجديد العهد مع حلم الصعود الذي تبخر في رمشة عين. ولم يف أشبال المدرب بلعرج بالوعد الذي قدَّموه لأنصارهم قبل امتطاء الطائرة أتى أقلتهم إلى العاصمة من أجل ملاقاة فريق الرغاية ، حيث تم إنقاذ هؤلاء إلى خسارة قاسية جدا أمام نادي الرغاية بعدما كان الكل في عاصمة الكورنيش يتطلع إلى فوز آخر لرفقاء بوصهال للحفاظ على أمل الصعود إلى آخر محطة من البطولة بصرف النظر عن نتيجة الرائد نادي بارادو أمام رائد القبة والتي كانت بمثابة المسمار الأخير الذي دُق في نعش الفريق الجيجلي . وحتى وان كان الحظ قد عاكس الجواجلة مجددا كونهم واجهوا فريقا مهددا بالسقوط وهو فريق الرغاية الذي عمل كل شيء من أجل الفوز إلا أن كل هذا لا يعفي النمور من المسؤولية في خسارة الجمعة الأخير التي بدأت ملامحها في الظهور منذ الدقائق الأولى لهذه المباراة من خلال الأداء السيئ للنمرة على كل المستويات وتحديدا على مستوى الهجوم الذي كان غائبا طيلة المرحلة الأولى رغم توظيف المدرب بلعرج لكل أوراقه الهجومية من خلال اعتماده على الثلاثي سليماتني ، قايد وسعودي ، وهو ما ينطبق على خطي الدفاع والوسط اللذين ارتكبا بدورهما أخطاء كثيرة ساعدت فريق الرغاية على التحكم في مجريات اللعب وتسجيل هدف قاتل في مرمى الفريق الجيجلي رغم أنها أكملت المباراة بعشرة لاعبين . وقد لاحظ الجميع بأن عناصر النمرة كانت حاضرة جسديا فقط بملعب الشهيد بورعدة بالرغاية ، بحكم أن عقول النمور كانت بملعب بن حدّاد بالقبة الذي احتضن لقاء الرائد نادي بارادو أمام رائد القبة وهي المباراة التي كانت تعني نتيجتها الكثير للفريق الجيجلي على اعتبار أن استمرار الجواجلة في سباق الصعود كان مرهونا بخسارة «الباك» أو تعادله أمام رائد القبة ما يفسر الاهتمام الكبير للاعبي النمرة بهذه المباراة إلى درجة خروجهم التام من لقاء الرغاية ونسيانهم بأن يهمهم بالدرجة الأولى هو عودتهم بالنقاط الثلاث إلى جيجل على الأقل من أجل الاحتفاظ بأمل الصعود إلى آخر جولة بصرف النظر عن نتيجة الرائد بملعب بن حدّاد . والحقيقة أن الضربة التي تلقتها النمرة بملعب الرغاية بخروجها من سباق الصعود كانت بمثابة تحصيل حاصل بشهادة أغلب الأنصار الذين اتصلوا «بآخر ساعة « بعد نهاية لقاء الجمعة ، خاصة وأن معالم الإخفاق في تحقيق الهدف بدأت تلوح بالنسبة لأنصار الفريق الجيجلي منذ الثلاثية التي تلقتها النمرة بملعب حيدرة أمام «الباك» ، ثم التعادل المخيب بالشراقة ، ما يؤكد بأن ما حصل يوم الجمعة كان منتظرا وأن النمرة كانت في حاجة فعلا إلى معجزة لتحقيق الصعود بعدما أخذ فريق بارادو الأسبقية في كل شيء وعرف مسيروه ولاعبوه كيف يتحكموا في آخر أمتار سباق المحترف الثاني . وقد كانت لنا جولة قصيرة ببعض المعاقل الرئيسية لأنصار النمرة مباشرة بعد نهاية مباراة الرغاية ، حيث لا تبدو كل العبارات كافية لوصف حالة الإحباط والحسرة التي كان عليها أنصار الفريق الجيجلي على اختلاف أعمارهم إلى درجة أن بعض استقبلونا بالدموع وذلك في موقف يعكس حجم الصدمة التي ألمت بهؤلاء خاصة وأن أغلب هؤلاء كانوا يؤمنون بإمكانية تحقيق المعجزة والظفر بتأشيرة الصعود بناء على الوعود المتكررة للإدارة وحتى اللاعبين والطاقم الفني ما جعل الصدمة كبيرة بالنسبة لهؤلاء الذين سيجدون أنفسهم ملزمين بانتظار عام آخر عله يحمل بشارات الصعود الذي أدار ظهره مرة أخرى للفريق الأكثر شعبية بعاصمة الكورنيش.