استهل المحامي في حق المتهم الرئيسي في القضية «شاني مجدوب» «أمين سيدهم» مرافعته في اليوم الثامن من محاكمة الطريق السيار شرق غرب بتوجيه انتقادات لادغة وصلت الى حد الاستهزاء على مرافعة النيابة العامة التي اعتبرها فارغة لم تأت بالجديد، ليخصص جزء آخر من مرافعته لفتح النار على المتهم الموقوف «محمد خلادي» الذي طالب بفحصه عند طبيب اعصاب لتخيلاته اللامحدودة، مستغربا من جهة اخرى عدم ذكر وزير النقل السابق «عمار تو» رغم ان 80بالمئة من الملف ذكرت فيه مشاريع قطاع هذا الاخير انذاك، ليقوم بعدها دفاع خلادي بالتشكيك في شهادة الوزير «عمار غول». في اليوم الثامن من محاكمة الطريق السيار شرق غرب المتابع فيها 16 متهما اغلبهم اطارات بوزارة الاشغال العمومية و7 مجمعات اجنبية والتي تميزت في الأغلب بذكر اسم العضو بالحكومة والمسؤول السابق عن قطاع الاشغال العمومية «عمار غول» في مختلف جلسات المحاكمة والتي تم استجوابه في احداها، حيث قام بارسال شهادة كتابية نفى من خلالها كل التهم الموجهة اليه من طرف مجدوب وخلادي الذي اتهمه بأخذ نسبة 20 بالمئة من المشروع، بالاضافة الى تلقيه رشاو في اطار مشروع الطريق السيار شرق غرب، هاهو اسم آخر من المسؤولين السابقين يظهر في القضية ألا وهو اسم الوزير السابق على قطاع النقل «عمار تو» المنتهية مهامه، يتساءل المحامي سيدهم خلال مرافعته في حق موكله مجدوب عن عدم ذكر عمار تو في الملف على الرغم من ان 80 بالمائة من الملف ذكر فيه مشاريع النقل، مؤكدا انه مادام تم ذكر غول كان من الاجدر ذكر تو ايضا، واضاف متسائلا ما سبب دمج مشاريع النقل مع مشاريع الطريق السيار شرق غرب ووضعهم في ملف واحد في حين ان الملف يتعلق بالطريق السيار شرق غرب وحده، ليجيب نفسه لحظتها ويقول» بأنه» اريد من خلال جمع المشروعين تضخيم الملف لاأكثر ولااقل». انتقادات لادغة على مرافعة النيابة العامة مع دعوتها إلى زيارة مقر DRS وجه المحامي امين سيدهم خلال مرافعته في اليوم الثامن من محاكمة الطريق السيار شرق غرب، انتقادات لادغة للنيابة العامة التي التمست عقوبة 20 سنة في حق موكله مجدوب شاني، اين دعاها الى التحقيق اكثر في القضية لاسيما فيما تعلق بتعذيب شاني، بالاضافة الى تقديم دلائل ملموسة تثبت فعلا تورط موكله في القضية، معتبرا بأن النيابة اعتمدت على القيل والقال في حين ان القانون يبنى على الوقائع وليس الاوهام والتخيلات والفبركات التي جاء بها خلادي في محضر الضبطية القضائية، وأضاف بأن النيابة لدى محكمة جنايات العاصمة تكلمت عن كل شيء دون تكلمها عن الملف والقانون خلال مرافعتها التي اشارت فيها الى ورقة التعذيب التي يحاول الدفاع اللعب عليها، وهو ماجعله يدعو النيابة الى زيارة مقر جهاز الامن والاستعلام للتأكد مما جاء على لسان موكله من تصريحات قال فيها أنه شاهد ابشع طرق التعذيب التي لن ينساها الى يوم الدين حسب قوله، مردفا وهو يوجه حديثه للنيابة» اذا دخلت هناك لن تخرج واذا خرجت ستتابع بقضية»، كما اضاف بأن لجوء موكله إلى الأممالمتحدة لايعني المساس بالسيادة الوطنية مثلما جاءت به النيابة التي طالبت أيضا خلال مرافعتها باستدعاء ابن شقيق المتهم الرئيسي في القضية والمدعو «العربي مجدوب» باعتباره هو من دفع عمه مجدوب للاعتراف بكل التهم الموجهة إليه، كون ان مجدوب لم يتحمل صراخ ابن اخيه العربي المقيم بلكسمبورغ عقب تعديبه بالجزائر، وهو ماجعل مجدوب يوقع على كل ماجاء في محضر الضبطية القضائية لانقاض العربي من الايادي المعذبة، حيث تساءل المحامي «كيف يمكن احضار العربي الذي لم يصدق خروجه من الجزائر الذي راى فيها شتى انواع التعذيب»، موضحا بأن هذا الاخير تحت الحماية اللكسمبورغية، كما اضاف كيف للنيابة العامة ان تستغرب من وجود عنوان اقامة الدولة على جواز سفر موكله الذي ارادت من خلاله ان تثبت كل التهم عليه، مطالبا اياها بمحاسبة المسؤولين على موريتي عوض محاسبة شاني الذي التمست له عقوبة 20 سنة دون تمعنها في الملف، مشيرا بان النيابة ظلت الطريق السيار شرق غرب وهو يتواجد في الطريق السيار شمال جنوب الذي لم ينجز بعد، وهو ماجعل الحاضرون يستغربون من جرأة سيدهم عن استهزاء وسخرية على ماجاء في مرافعة النيابة . دفاع مجدوب « خلادي مريض وشاني ضحية سيناريو مفبرك» شدد محامي شاني مجدوب» على ضرورة التأكد من السلامة العقلية للمتهم الموقوف ومدير برنامج المشروع الجديد للطرق السيار سابقا»خلادي محمد» نظرا لتصريحاته المتناقضة عند الضبطية القضائية وتصريحاته التي جاء بها خلال استجوابه بمحكمة جنايات العاصمة، مبرزا بأنه يملك مخيلة واسعة جعلته يقول أن الجنرال «جبار.م» التابع للناحية العسكرية بالبليدة قد إتصل به قصد منحه رقم شاني والتجسس عليه بعد ذلك ليقوم بالقول أن اللواء حسان المختص في مكافحة الارهاب هو من اتصل به، وهو الامر الذي جعل سيدهم يطالب المحكمة باجراء خبرة عقلية لهذا الشخص الذي لقبه بالعميل 007 ، بعد تأكده من قدرته على تأليف القصص وتلفيق التهم الى الاخرين، من بينهم موكله الذي تعرض للتعذيب بالاضافة الى المساس بشرفه، وأضاف بأن مجدوب ضحية سيناريو مفبرك من طرف هذه الاخيرة، مشيرا الى ان دولة القانون لاتبنى على التعذيب والشيفون حسبه، في اشارة منه الى ان الملف تم بناؤه على وقائع وهمية لااساس لها من الصحة، جعلت موكله يتابع بتهم ثقيلة وخطيرة، مفيدا انه جاء في قرار الإحالة بأن مجدوب متهم بارتكاب جنحة قيادة وتكوين جمعية أشرار أغلب أعضاؤها صينيون وأجانب، حيث قال بأنه لم يتم تحديد هوية وطبيعة هؤلاء الصينيين ، موضحا هل يمكن ان يكون مليار ونصف صيني عضوا في هذه الجمعية، كما انه لم يتم تحديد بلد وصفة هؤلاء الاجانب، واضاف بأن مجمع سيتيك الجزائر نفى معرفته بشاني مجدوب الذي تربطه علاقة اكيدة بسيتيك المتواجدة بالصين، داعيا المحكمة للسؤال عنه بالمجمع الام الذي وقع معه الاتفاقية والذي كان يعمل معه مباشرة كمستشار، موضحا انه كان من الاجدر القيام بتحقيقات عميقة حول الملف حتى لا تتحول الأمور إلى مهزلة قضائية تسيء إلى سمعة القضاء الجزائري والدولة الجزائرية، مواصلا مرافعته الذي شدد فيها على براءة موكله من كل التهم الموجهة اليه بما فيها تهمة تبييض الأموال، مشيرا الى ان هذه الاخيرة غير قائمة، نظرا لان شاني على وقع الاتفاقية مع سيتيك حول تقديمه استشارة لهم باعتباره خبير مالي وتقديمه الى خدمات اخرى، وأردف بأن شركاته غير المقيمة او الوهمية والتي حول مختلف المبالغ المالية التي تلقاها من سيتيك اليها تنشط بطريقة قانونية، ورافع سيدهم ايضا بأن شاني برئ من تهمة استغلال النفوذ، اين اوضح بأن موكله قام بمقابلة المتهم غير الموقوف «محمد بوشامة» و الامين العام السابق بوزارة الأشغال العمومية، كانت في مكتبه وتمت في اطار قانوني لاتشوبه شائبة. فيما طالب بوتفليقة بفتح تحقيق في القضية دفاع خلادي يطعن في شهادة غول حول مشروع الطريق السيار شرق غرب طعن المحامي «عباسي محمود» عن المتهم في قضية الطريق السيار شرق غرب «محمد خلادي» في شهادة وزير الاشغال العمومية السابق «عمار غول» التي اجاب فيها على 17 سؤالا وجهها له قاضي التحقيق في رسالة كتابية لاستحالة قدومة الى المحكمة باعتباره عضوا من اعضاء الحكومة التي لايحق لهم الذهاب الى أي جلسة محاكمة للادلاء بشهادتهم الا باذن من رئيس الحكومة ان تطلب الامر ذلك حسب ما تنص عليه المادة 542 من قانون الاجراءات الجزائية، موضحا بأن الشهادة التي اعتمدتها المحكمة خالية من توقيع الوزير المذكور. وتابع عباسي خلال مرافعته على موكله مدير البرنامج الجديد لمشاريع الطرق السيار «محمد خلادي»، ان شهادة المسؤول الاول عن قطاع النقل حاليا «عمار غول» فيما تعلق بمشروع الطريق السيار جاءت خالية من توقيعه، الامر الذي يثير عددا من التساؤلات والتي يتقدمها «هل فعلا غول هو من قام بالاجابة على اسئلة قاضي التحقيق وقام بإرسالها له، مبديا استغرابه من اجابة غول عن جميع الاسئلة عدا السؤال ال17 المتعلق بتقديمه لتوضيحات واضافات عن مشروع الطريق السيار شرق غرب والتي بقي صامتا حياله دون ان يكتب ولاكلمة، متحديا هيئة المحكمة وهيئة الدفاع قدرتهما على اثبات وجود توقيع فعلي لعمار غول على الشهادة المذكورة. وأردف عباسي، بأن كل من مجمع كوجال وسيتيك قاما بالتكفل بمصاريف سفر الوفد الجزائر الذي تراسه عمار غول بالمعرض الدولي للطرقات بباريس، بعد ان طلب منهم الوزير ذلك دون ان ينفي غول ذلك في شهادته، وهو ماجعل المحامي عباسي يردد عبارة»حلال عليك حرام على خلادي ياغول»، ليصمت ثم يعلق «كيف لوزير ان يقبل بمزية المجمع الصيني واليباني دون ان تتم متابعته في حين يتم متابعة خلادي بعد استفادته من كوجال التي قامت بالتكفل بمصاريف علاج ابنه المعوق»، وتابع بأن المجمع قام بتأمين كافة عماله بالمستشفى الذي استقبل نجل خلادي، موضحا بأن موكله اراد فقط علاج ابنه الذي صعبت حالته عليه. واضاف ان مجمع كوجال قام بالتكفل بنجل خلادي المعوق من باب الرحمة والانسانية وليس من باب تقديم رشوة له او «مزية» نتيجة استفادته من خدمات خلادي، وهو ماوصفه بالخدمة الانسانية او المزية التي قام رئيس الحكومة انذاك بمنعها، حيث اصدر تعليمة تقضي بتنبيه الشركات الاجنبية على منح هدايا ومزايا لاي كان»، وهنا يتوقف المحامي ويقول» عندما استفاد موكلي من الخدمة المقدمة من طرف المجمع الياباني كوجال كان ذلك مسموحا وعلى الرغم من ذلك هو متابع»، ليتساءل «لما اذن يتابع موكلي بتهمة استفادته من مزايا غير مستحقة كان قد استفاد منها غول دون ان تتم متابعة هذا الاخير؟. وفي محاولة منه لتبرئة موكله، قال عباسي ان «موكلي مواطن نزيه عين من قبل جهاز معين لكشف الفساد الحاصل في مشروع الطريق السيار، وفعلا قام بذلك عندما تفطن للخروقات الحاصلة ليحاول بعدها اشخاص توقيعه وتوريطه في القضية»، مبرزا بأن خلادي كبش فداء، حيث تساءل عن سبب عدم متابعة الوزراء والسفراء الذي اشار اليهم موكله في التحقيق، واضاف بأن هناك من قال بأن خلادي يريد ضرب مشروع الرئيس وهو ماقال عنه بالامر المستحيل، واوضح ان موكله يشدد على ضرورة رؤيته لبوتفليقة الذي طالبه بفتح تحقيق في القضية، حيث يعتبر تدخلا اعلى هرم السلطة جسبه ضروري في هذه الاثناء، مفيدا بأن موكله بريء وفي صحة عقلية جيدة ولم يقم بتكوين جمعية اشرار ولا تلقي رشاو او هدايا ومزايا غير مستحقة، موضحا بأن موكله الذي عمل في وقت ما عند غول ومفجر فضيحة الفساد بريء من كل التهم الموجهة له. سارة شرقي