بدأت أشغال إعادة تأهيل درب السياح بولاية قسنطينة حيث اسند المشروع للشركة الجزائرية للجسور و الأشغال الفنية الكبرى (سابتا) وبقرار من السيد حسين وضاح والي قسنطينة، و خلال زيارة خصصت لمعاينة المشاريع التي تم إطلاقها في إطار تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015” أوضح الوالي بأن عملية إعادة تأهيل درب السياح “أسندت لشركة سابتا بعد انسحاب المؤسسة الأجنبية التي تم تعيينها في الأصل للإشراف على هذه الورشة”، و أكد رئيس الجهاز التنفيذي المحلي على الطابع المعقد لأشغال إعادة التأهيل التي تتطلب في آن واحد تقنيات فائقة الحداثة و لكن أيضا تدخلات يدوية شاقة، حيث سيتم في هذا الإطار إزالة و نقل أطنان الأكوام التي تشكلت في الأنفاق الممتدة عبر عديد أجزاء هذا الدرب و هو الأمر الذي يتطلب اللجوء إلى تقنيات قديمة لا مناص منها بالنظر لتضاريس المكان للتذكير فقد أصبح الموقع الخلاب “درب السياح” بأخاديد وادي الرمال الذي أغلق في وجه الزوار منذ العام 1958 في طي النسيان، فمعظم الشباب القسنطينيين وكذا الأكبر سنا منهم وبخاصة الذين سمحت لهم الفرصة في الماضي بزيارة هذا الموقع السياحي ارتاحوا لخبر إعادة تأهيل هذا الدرب من جديد وذلك من خلال أشغال التهيئة الكبرى الجارية حاليا بمدينة الصخر العتيق. فمنذ خمسين سنة وأكثر كانت مجلات متخصصة ومطويات سياحية ودعائم إشهارية أخرى مثل “مجلة تورينغ كليب فرنسا” الصادرة في أفريل 1945 التي جاء فيها “زيارة أخاديد الرمال تعد بالنسبة للسياح الذين لا يخشون المشي ولا المنحدرات متعة لا نهاية لها...”. وكانت زيارة هذه الأخاديد العملاقة تمثل فضولا وعنصر جذب لا مثيل له وذلك انطلاقا من أسفل الموقع عند وادي الرمال في عمق ما يسميه القسنطينيون “الريميس” وهو تحريف لاسم فريديريك ريماس مهندس مختص في الجسور والطرق الذي يعود له الفضل في تصميم و إنجاز “درب السياح” في الفترة من 1843 إلى 1895. وتعرض هذا الموقع السياحي -الممتد على طول يقارب 2,5 كلم منذ غلقه إثر السيول الجارفة التي ألحقت عام 1958 أضرارا بمسبح “سيزار” إحدى المحطات الهامة التي كان يتوقف عندها الزوار- للإهمال والتدهور. وأدى ذلك إلى تشويه هذا المعلم السياحي وتلويثه بمختلف البقايا والنفايات التي طالت مساحاته الخضراء وحدائقه المغلقة.