اهتزت مدينة سوسةالتونسية، منتصف نهار أمس على وقع هجوم مسلح نفذ في أحد الفنادق بمنطقة "القنطاوي" السياحية وأودى بحياة قرابة 30 شخصا أغلبهم سياح، وحسب بيان لوزارة الصحة التونسية فإن مستشفيات الولاية استقبلت 28 جثة لتونسيين وسياح من جنسيات بريطانية، ألمانية وبلجيكية بالإضافة إلى 36 آخرين أصيبوا بجروح متفاوتة وذلك في حصيلة مؤقتة، وهي الأرقام التي أكدها محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، وحسب وسائل إعلام تونسية فإن الإرهابي الذي نفذ العملية كان يحمل شمسية “باراسول” عندما دخل إلى الفندق من جهة الشاطئ وذلك للتمويه قبل أن يقوم بإطلاق النار عشوائيا على السياح، حيث ذكر أحد شهود العيان الذي كان متواجدا في فندق “أمبريال مرحبا” أن الإرهابي كان يحمل شمسية، وقام بفتحها على الشاطئ وسحب من داخلها السلاح ثم بدأ بإطلاق النار على السياح الذين كانوا في الشاطئ، ثم انتقل إلى جهة المسبح المفتوح وفتح النار ثانية قبل أن ينتقل إلى داخل الفندق ويفتح النار عشوائيا ليقوم بعدها بالفرار إلى أحد الفنادق المجاورة حيث لحقت به إحدى فرق الحرس وقضت عليه. العملية نفذها طالب تونسي وأكد كاتب الدولة للأمن رفيق الشلي أن منفذ العملية الإرهابية بالقنطاوي تونسي ينحدر من ولاية القيروان وهو طالب بإحدى الجامعات، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر أمنية أن منفذ العملية يبلغ من العمر 24 عاما، فيما تم تداول أنباء عن القبض عن شخص آخر مشارك في العملية الإرهابية، فيما ذكرت وسائل إعلام تونسية أن وحدات الأمن ألقت القبض على شخصين يشتبه في علاقتهما بالعملية الإرهابية في القنطاوي. السبسي ورئيس حكومته يتنقلان إلى عين المكان بعد وقوع العملية تنقل الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية إلى مكان العملية الإرهابية للإطلاع على التفاصيل التي رافقت العملية كما قام بزيارة الجرحى، وتنقل إلى عين المكان كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية للإطلاع على تطورات العملية الأمنية، وقبل وصول المسؤولين التونسيين قامت الوحدات المختصة في الكشف عن الألغام وإزالة مفعولها بتأمين قنبلة يدوية وتفجيرها كان يحملها الإرهابي منفذ الهجوم على الفندق في القنطاوي. الفندق ملك لنائب في مجلس النواب كشفت وسائل إعلام تونسية أن فندق “إمبريال مرحبا” بسوسة تعود ملكيته ل زهرة إدريس للنائب في مجلس نواب الشعب عن حزب “نداء تونس”، في الوقت الذي عرف الفندق ومحيطه تعزيزات أمنية كبيرة، حيث تم تمشيط الفندق وجميع المنطقة المحيطة به خوفا من وجود قنابل أو شركاء لمنفذ العملية الإرهابية. ‘‘ توماس كوك” تنفي ترحيلها السياح من تونس أكد مدير الوكالة التونسية للأسفار والخدمات والممثل القانوني لشركة “توماس كوك” في تونس أن الشركة لم تتخذ أي قرار بخصوص ترحيل السياح من تونس، فيما أعلن عبد الستار البادري المدير العام للتونسية للأسفار والخدمات أن عددا من السياح من المبرمج أن يصلوا غدا إلى تونس وسيتم تحويلهم للإقامة في أحد نزل المنستير عوض القنطاوي، وجاء هذا النفي بعد أن ذكرت وسائل إعلام تونسية أن “توماس كوك” الوكالة البريطانية الشهير للحجوزات قررت إجلاء كافة السياح الموجودين حاليا في تونس وذلك على خلفية الهجوم الإرهابي بالقنطاوي. خلية التنسيق الأمني برئاسة الحكومة تجتمع عقدت خلية التنسيق الأمني والمتابعة برئاسة الحكومة مساء أمس اجتماعا على إثر العملية الإرهابية التي وقعت بأحد النزل بالمنطقة السياحية بالقنطاوي من ولاية سوسة، وتضم اللجنة كلا من رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني إضافة إلى مسؤولين أمنيين وعسكريين وفق ما أفاد به ظافر ناجي المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالإعلام والاتصال والثقافة. وزيرة السياحة: “هجوم سوسة كارثة حقيقية” أكدت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية في تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام المحلية أن الهجوم الإرهابي على أحد النزل في سوسة والذي خلف قرابة 30 قتيلا يعتبر كارثة، حيث قالت: “الهجوم الإرهابي يعتبر كارثة على تونس وعلى قطاع السياحة على وجه الخصوص، يجب أن يظل التونسيون صامدون أمام هذا الهجوم”. العميد بن نصر: “تم اختراق الخطة الأمنية” أكد مختار بن نصر العميد المتقاعد من الجيش الوطني في تصريح إعلامي أمس، أنه تم اختراق الخطة الأمنية التي وضعتها الأطراف المختصة لحماية الفنادق والمواقع السياحية من خلال عملية سوسة، هذا ودعا بن نصر إلى ضرورة إيلاء الأهمية لتدعيم الحماية على الشريط الساحلي، مطالبا التونسيين بالتوحد واليقظة ودعم جهود الأمنيين والعسكريين للتصدي للإرهاب في تونس، وبين العميد أن هدف الإرهابيين هو ضرب معنويات الأمنيين والعسكريين وتخويف التونسيين وبث الرعب في نفوسهم، داعيا إلى الوحدة الوطنية.