استبعدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن تكون لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يد في تنحية الجنرال توفيق من على رأس جهاز المخابرات واستبداله بطرطاق الذي قالت عنه بأنه ورث هيئة فارغة، مستنكرة بشدة هذا القرار الذي وصفته بالمفكك للهيئة العسكرية و بالدولة الجزائرية. هل قام محمد مدين بجريمة خيانة؟ اعتبرت المسؤول الأول على حزب العمال لويزة حنون إقالة الجنرال محمد مدين من جهاز الأمن والاستعلام وإحالته على التقاعد كارثة حقيقية غرضها تفكيك الهيئة العسكرية وتعريض البلاد إلى الخطر، مؤكدة بأنه يستحيل لبوتفليقة أن يقدم على هكذا قرار لاسيما وأنها في مقابلتها الأخيرة معه نهاية 2013 وبداية سنة 2014 أظهر لها مدى ثقته بتوفيق ، حيث قالت بأنها طرحت عليه ثلاثة أسئلة حول ما يعرف بالرجل اللغز بعد التصريحات النارية للأمين العام للأفلان حوله، تمثلت في»هل الفريق توفيق قام بجريمة خيانة؟ وهل بدد المال العام وهل فشل في مهامه؟، حيث رد عليها الرئيس «لا يستحيل لمدين أن يخون أو يبدد إضافة إلى انه رجل ذكي جدا وتحليلاته صائبة» ليقوم بعدها بوتفليقة بإصدار بيان يحذر من المساس بهذه الهيئة العسكرية، وأردفت بأن الرئيس كان جد راض على الرجل الأول في جهاز الأمن والاستعلام في تلك الفترة فما الذي تغير الآن؟ دون أن تجد لنفسها إجابة غير تلميحها لوجود جهة ربما تجهلها أو تحاشت الحديث عنها هي المسؤولة عن استبدال توفيق بطرطاق. بوتفليقة رجل استراتيجي والسيادة الوطنية عنده خط أحمر وأضافت في ندوة صحفية نشطتها أمس بمقر حزبها بالعاصمة، أنه لا يمكن لأحد أن يستوعب ما جرى في هذه التغييرات كون أن القاضي الأول للبلاد رجل استراتيجي محنك والسيادة الوطنية عنده خط أحمر ولا يمكن له أن يقوم بهذا التغيير لما له من مخاطر على الجزائر، وأبرزت بأن الرئيس كان دائم الحرص على الحفاظ على التوازنات الكبرى داخل الدولة، مؤكدة بأن هذه التوازنات انكسرت لأن الميزان آمال الكفة لصالح جهة معينة، وتساءلت عن ما الذي سيضيفه طرطاق لجهاز المخابرات والمغزى من تعيينه وإقالة التوفيق، مؤكدة بأن قيمة الرجال لها أهمية كبيرة ولا يمكن التلاعب بها، وتابعت القول بأن الأمر لا يتعلق باستخلاف المسؤول الأول في الهيئة العسكرية بمسؤول آخر من نفس الهيئة كون أن العسكري سيبقى عسكري حتى وان أحيل على التقاعد وإنما الأمر ابعد بكثير من ذلك. إحالة مدين على التقاعد تتويج لتفكيك دائرة الأمن والاستعلام وقالت حنون بأن إحالة توفيق على التقاعد هو تتويج لمسار تفكيك دائرة الأمن والاستعلام من خلال إلغاء جزء من المهام وتحويل جزء منها لمهام أخرى، حيث أردفت «هنا يكمن الخطر» وتسكت لتطرح سؤالا آخر هل يوجد صراع في السلطة؟ وهل للدياراس طموح للوصول إلى الرئاسة؟ حيث ردت إذا كان فعلا هناك صراع فمن سيكون المنتصر؟ وماهو مضمون الانتصار؟«، مؤكدة بأن الخاسر الكبير هنا هو مناعة الدولة من خلال تفكيك هذه الهيئة العسكرية، وأضافت بأن البعض يتحدث عن موضوع التوريث الذي اعتبرته بالهذيان لا أكثر ولا أقل، مبرزة بأن الانتخابات المقبلة سواء كانت مسبقة أم في موعدها ستكون مفصلية كون أن التزوير فيها سيترتب عنه الزج بالجزائر إلى الفوضى. طرطاق ورث هيئة فارغة والجنرال حسان قدم الكثير وقالت الأمينة العامة لحزب العمال بأن المسؤول الجديد على المخابرات ورث هيئة فارغة فيما يتعلق بالتحريات، موضحة بأن الأمر إذا كان يتعلق بإعادة هذه الدائرة كان من المفروض الانطلاق بالهيكلة الجديدة حتى نجنب البلاد من عامل جديد في تهشيش الدولة ، مستفسرة عن المغزى الحقيقي من تفكيك جهاز المخابرات واعتقال الجنرال حسان الذي قدم حسب قولها الكثير للبلاد لاسيما فيما تعلق بمكافحة الإرهاب، موضحة أنه عندما يتم تعريض مسؤول مثل هذا لمخاطر تدويل وتدخل محكمة الجنايات الدولية ومحاكمته خارج الوطن بسبب اتهامات باطلة يأتي بالضرر على البلاد ويضعف من مناعتها، وبررت حنون دفاعها عن التوفيق والجنرال حسان لتمتعهما بالوطنية والأمانة والكفاءة، مردفة بأنها تدافع عن كل مسؤول يحمل هذه المعايير.