انطلق موسم جني الزيتون بقرى وبلديات ولاية جيجل وذلك على وقع أمنيات الفلاحين والمزارعين الذين يأملون في استرجاع المكانة الحقيقية لولايتهم فيما يتعلق بمستوى إنتاج الذهب الأخضر( وهي التسمية المفضلة لزيت الزيتون بعاصمة الكورنيش) ومن ثمة تدارك الخسائر التي سجلت خلال المواسم الماضية والتي انعكست بشكل مباشر على مستوى أسعار هذه المادة الغذائية القيّمة .فيما باشر الفلاحون والقرويون حملة جني الزيتون بأغلب مناطق ولاية جيجل وتحديدا الجبلية منها منذ أكثر من أسبوع وهي الحملة التي ينتظر أن تتواصل إلى غاية نهاية شهر ديسمبر المقبل سيما بالمناطق المعروفة بغلالها الوفيرة وتأخر نضج حبات الزيتون بها ، توقعت مصادر من مديرية الفلاحة بجيجل بلوغ حاجز الخمسة ملايين لتر من زيت الزيتون خلال موسم الجني لهذا العام ، كما توقعت ذات المصادر بلوغ مستوى قياسيا من حيث جودة المحصول وذلك بجني ما يعادل العشرين لتر من الزيت الصافي مقابل كل قنطار من الزيتون الخام سيما في ظل التحديث الذي عرفته مختلف المعاصر التي فتحت أبوابها لاستقبال الغلال القادمة من كل حدب وصوب ، ناهيك عن لجوء عشرات الفلاحين إلى تكثيف استثماراتهم في هذه الشعبة الفلاحية مستفيدين من مختلف أنواع الدعم التي حظيوا بها من قبل المصالح الفلاحية بالولاية .وعلى الرغم من الجودة العالية لزيت الزيتون الذي تنتجه ولاية جيجل والذي يعد الأشهر على المستوى الوطني بفضل لذته الفريدة ونقاوته التي فاقت كل الحدود إلا أن إنتاج هذه المادة بربوع عاصمة الكورنيش عرف تراجعا رهيبا خلال السنوات الأخيرة ، حيث نزل مؤشر الإنتاج إلى أدنى مستوياته بفعل تأثر شجيرات الزيتون بمختلف الأمراض التي يؤكد بعض الأخصائيين صدور بعضها عن المحطة الحرارية بالأشواط بفعل ما تفرزه هذه الأخيرة من إشعاعات مضرة بمختلف أنوع النباتات والأشجار وتحديدا شجرة الزيتون ، وهو ما تسبب في ارتفاع قياسي لسعر زيت الزيتون بولاية جيجل حيث لم ينزل خلال الأشهر الماضية عن حاجز 1000 دينار جزائري للتر الواحد وهو الذي لم يكن يتجاوز ال 600 دينار في المواسم العادية .