يرتقب فلاحو بجاية مع نهاية موسم جني الزيتون تحصيل حوالي 10 ملايين لتر فقط من زيت الزيتون، بالنظر إلى نسب المردود المحققة، على مستوى 18 ألف هكتار من حقول الزيتون، والمقدرة ب 20 لترا من الزيت في القنطار الواحد. ويرجه هذا التراجع في إنتاج زيت الزيتون بالولاية حسب أحد الفلاحين، إلى العوامل الطبيعة، أو ما يعرف بالتناوب الفلاحي الذي تتوالى فيها المواسم الفلاحية السيئة، مع المواسم الجيدة، إلى جانب استعمال الوسائل التقليدية في عملية الجني، وهو ما يضرّ كثيرا بالإنتاج، حيث أنّ نفض الأغصان يلحق أضرارا بأشجار الزيتون، وقد ساهمت الحرائق بدورها في تقليص نسبة الإنتاج. وقصد تدعيم القطاع استفادت ولاية بجاية من برنامج يرمي إلى غرس 85 ألف شجيرة زيتون عبر مختلف البلديات ذات الطابع الريفي والجبلي، وذلك بهدف إعادة بعث الثروة الغابية الهامة التي أتت عليها الحرائق في السنوات الماضية، خاصة ما تعلق بالأشجار المثمرة، وتتقدمها أشجار الزيتون. وحسب مسؤول تنظيم الإنتاج والدعم التقني لدى مديرية الفلاحة، فإنّ بجاية تحتل مكانة هامة من حيث المساحات التي تشغلها زراعة الزيتون، لكونها الشجرة الأكثر تلاؤما وطبيعة المنطقة، والتي يغلب عليها الطابع الجبلي بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى الأهمية التي جعلت من شجرة الزيتون محور الحياة للعائلات الريفية، والتي تعتبر مصدر قوتهم اليومي، حيث يعتمد على أغصانها للطبح، والتدفئة، وعلى زيتها وزيتونها للأكل وبيع منتوجها. هذا وتحتل ولاية بجاية بهذا المنتوج الوفير المرتبة الأولى في إنتاج زيت الزيتون على المستوى الوطني، علما أنّ زيوت هذه المنطقة تعتبر من أحسن الزيوت على المستوى العالمي، بالنظر إلى انخفاض نسبة الحموضة بها، وتبلغ المساحة الإجمالية 49135 هكتار، وتتوفر على 4.4 مليون شجرة زيتون، أما فيما يخص معاصر الزيتون فإن الولاية تتوفر على 432 معصرة، من بينها 40 معصرة حديثة، مع قدرة عصر 1800 قنطار في الساعة. وتسعى المديرية الوصية من أجل تطوير ورفع مردود ونوعية منتجات الزيتون وزيت الزيتون واستغلالها في التصدير، حيث تتمتّع المنطقة بقدرات هامة لاستخراج زيت الزيتون، وحثّ ذات المتحدث على ضرورة تنظيم المهنة، من خلال إنشاء تعاونيات والاستفادة من التجارب.