أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف مجددا على أن الوفيات المسجلة بولاية تبسة والبالغ عددها 11 حالة سببها إنفلونزا موسمية حادة وأن كل ما قيل هنا وهناك عن فيروس كورونا أو إنفلونزا الطيور مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة مؤكدا في سياق مغاير أن الجزائر ستقضي نهائيا على كل العراقيل المتعلقة بعلاج مرضى السرطان خلال الثلاثي الأول من العام الداخل، وأوضح وزير الصحة عبد المالك بوضياف في تصريح للإذاعة الوطنية أن الجزائر وفرت خلال هذا الموسم أكثر من 2.5 مليون جرعة لقاح ضد الإنفلونزا الموسمية ، وأن مصالحه قامت بدعاية كبيرة حتى يستفيد منها أكبر عدد من الجزائريين لاسيما المسنون والحوامل وذوو الأمراض المزمنة ، مشددا على أن حالة الوفيات المسجلة بولاية تبسة سببها إنفلوانز موسمية حادة وفق ما أثبتته نتائج التحاليل التي أجريت بمعهد باستور، فلا داعي لتخويف الجزائريين يقول بوضياف الذي أكد على أن الأمر لا يتعلق بالجزائر وحدها بل تم تسجيل وفيات بأوروبا ، مشيرا إلى أنه ومنذ حوالي 3 أيام لم تسجل وزارة الصحة أية حالة جديدة. القضاء نهائيا على مشكل علاج مرضى السرطان بالأشعة خلال الثلاثي الأول من 2016 وفي سؤال حول ما تبذله الجزائر في مكافحة السرطان ، أشار بوضياف إلى الأهمية التي يوليها الرئيس بوتفليقة لهذا الملف من خلال المصادقة على المخطط الوطني لمكافحة السرطان خلال مجلس الوزراء المنعقد في ماي المنصرم وإسناد متابعته إلى البروفيسور مسعود زيتوني ، مؤكدا على أن محاربة السرطان هي مهمة كل الحكومة الجزائرية وليس وزارة الصحة وحدها نظرا لعملية التكامل الموجودة بين مختلف القطاعات ، وأنه تم تنفيذ 50 بالمئة من هذا المخطط، وقال بوضياف إن الجزائر وصلت إلى مرحلة الاستشفاء المنزلي حيث تم تكوين أطباء في هذا المجال بحيث أصبح الطبيب يعالج مرضى السرطان من خلال العلاج الكيميائي في المنزل والمهم في كل هذا أن المواطن الجزائري لم يعد يقطع مسافات كبيرة للوصول إلى العاصمة كي يتلقى العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة ، مشددا على أن الجزائر ستقضي على مشكل العلاج بالأشعة خلال الثلاثي الأول من العام المقبل ، مشيرا إلى مواعيد تلقي العلاج أصبحت تعطى بعد أسبوع ومثلا الشرق الجزائري كل مراكز مكافحة السرطان بعنابة، باتنةسطيف وقسنطينة أصبحت عملية وتستقبل المرضى دون أي إشكال إضافة إلى تجديد مركز ولاية البليدة ومركز مصطفى باشا الجامعي فضلا عن تجديد أجهزة عديدة على مستوى ولاية وهران وينتظر استلام مراكز تلمسان، سيدي بلعباس وتيزي وزو والأغواط إضافة إلى أدرار والوادي وهي كلها مشاريع كلفت الكثير والجزائري أصبح يعالج اليوم بآخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والعلاج في هذا الميدان . 150 مصنعا لإنتاج الأدوية قيد الإنجاز على المستوى الوطني وعن تداعيات تأثير انهيار أسعار النفط على الصحة في الجزائر ، قال وزير الصحة وإصلاح المستشفيات أن العمل يتم حاليا على نقل قطاع الصحة من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الاستثمار من خلال التصنيع،مشيرا إلى تصنيع اللقاحات والأدوية في الولايات والأقطاب كقسنطينة ، سطيف، العاصمة ووهران للوصول إلى تغطية 70 بالمئة من احتياجات السوق الوطنية بنهاية 2016 ومطلع 2017 ، ومن ثم التصدير نحو البلدان العربية وإفريقيا ، مضيفا أن الجزائر بلد كبير والبترول لا يمثل موردها المالي الوحيد ، كاشفا أنه يتم إنجاز 150 مصنعا لإنتاج الأدوية أغلبها خواص بعقود شراكة مع أجانب تضاف إلى ال 140 مصنعا التي تمارس نشاطها، مؤكدا أن تجميد بعض المشاريع جاء ضمن سياسة الحكومة لترشيد النفقات وأن هاته المشاريع الخاصة بإنجاز المستشفيات ليست ذات أولوية إذا ما علمنا أن نسبة الأسرة المستغلة في المستشفيات تقارب ال 53 فقط ، وتبقى حوالي 47 بالمئة من الأسرة شاغرة ، إضافة غلى أن المؤسسات الاستشفائية الخاصة أصبحت تلعب دورا كبيرا حيث انتقلنا من 4700 سرير إلى حوالي 10 آلاف سرير ،وخلص بوضياف إلى التشديد على ضرورة التكيف والتأقلم مع الأزمة المالية والتصرف على أساس أن الجزائر لا تملك البترول. وفي سياق آخر، قال بوضياف إن المنظومة الصحية الحالية تعاني خللا ، ففي الخارطة الصحية مثلا يوجد نظام داخل نظام، فالمستشفيات والمستشفيات الجامعية والكبيرة على مستوى الولايات في خانة وبقية المؤسسات الأخرى الجوارية في خانة أخرى ولكل منهما برنامجه ، ميزانيته ونظامه أي أصبحنا بنظامين مستقلين لا يوجد تكامل بينهما وهو ما يحدث تأثيرا على المريض ونوعية الخدمة المقدمة للمريض ،زيادة على أنه يكبد الخزينة العمومية أموالا باهظة ، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في الخارطة الصحية وقال”فكرنا في خلق مقاطعات صحية تمكننا من خلق شبكة تواصل بين القطاع العام والقطاع الخاص وبين المواطنين والهياكل الصحية الخاضعة لهذه المقاطعات وإخراج بعض التخصصات من المستشفيات إلى العيادات التي صرفت عليها الدولة الملايير والتخفيف على المريض من خلال خلق مسار واضح حينما يريد التوجه إلى العلاج وتخفيف الضغط على المستشفيات وتفعيل الصحة الجوارية في الواقع وإفراغ المستشفيات الكبرى حتى نمكنها من تأدية مهامها الأساسية وهي البحث، التكوين و العلاج العالي المستوى ،معتبرا أنه من العيب أن يسيّر مدير مستشفى جامعي أو مستشفى كبيرا قضايا النظافة والأكل وإصلاح الأجهزة المعطلة عوض أن يسهر على توفير الدواء جو ملائم للطاقم الطبي والمهني لتأدية واجبهم على أحسن ما يرام .