جدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، الثلاثاء، تأكيده أن الوفيات المسجلة بولاية تبسة والبالغ عددها 11 حالة كان سببها إنفلونزا موسمية "حادة" وأن كل ما قيل عن فيروس كورونا أو إنفلونزا الطيور مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وأوضح وزير الصحة عبد المالك بوضياف لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، ضمن برنامج "ضيف الصباح"، أن الجزائر وفرت خلال هذا الموسم أكثر من 2.5 مليون جرعة لقاح ضد الأنفلونز الموسمية، وأن مصالحه قامت بدعاية كبيرة حتى يستفيد منها أكبر عدد من الجزائريين لاسيما المسنون والحوامل وذوو الأمراض المزمنة، مشددا على أن حالة الوفيات المسجلة بولاية تبسة سببها إنفلوانز موسمية "حادة" وفق ما أثبته نتائج التحاليل التي أجريت بمعهد باستور، "فلا داعي لتخويف الجزائريين" - يقول بوضياف - الذي أكد أن الأمر لا يتعلق بالجزائر وحدها بل تم تسجيل وفيات بأوروبا، مشيرا إلى أنه ومنذ حوالي 3 أيام لم تسجل وزارة الصحة أي حالة جديدة.
تنفيذ 50 بالمائة من مخطط مكافحة السرطان وبخصوص المجهودات المبذولة لمكافحة السرطان، ذكر بوضياف إلى الأهمية التي يوليها الرئيس هلذا الملف من خلال المصادقة على المخطط الوطني لمكافحة السرطان خلال مجلس الوزراء المنعقد في ماي المنصرم وإسناد متابعته إلى البروفيسور مسعود زيتوني، مؤكدا أن محاربة السرطان هي مهمة كل الحكومة وليس وزارة الصحة وحدها نظرا لعملية التكامل الموجودة بين مختلف القطاعات، وأنه تم تنفيذ 50 بالمائة من هذا المخطط. وقال بوضياف إن الجزائر وصلت إلى مرحلة الاستشفاء المنزلي أين تم تكوين أطباء في هذا المجال، حيث أصبح الطبيب يعالج مرضى السرطان من خلال العلاج الكيميائي في المنزل والمهم في كل هذا –يضيف بوضياف- أن المواطن الجزائري لم يعد يقطع مسافات كبيرة للوصول إلى العاصمة كي يتلقى العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، مشددا على أن الجزائر ستقضي على مشكل العلاج بالأشعة خلال الثلاثي الأول من العام المقبل، مشيرا إلى مواعيد تلقي العلاج أصبحت تعطى بعد أسبوع ومثلا الشرق الجزائري كل مراكز مكافحة السرطان بعنابة، باتنةسطيف وقسنطينة أصبحت عملية وتستقبل المرضى دون أي إشكال إضافة إلى تجديد مركز ولاية البليدة ومركز مصطفى باشا الجامعي فضلا عن تجديد أجهزة عديدة على مستوى ولاية وهران وينتظر استلام مراكز تلمسان سيدي بلعباس وتيزي وزو والأغواط إضافة إلى أدرار والوادي وهي كلها مشاريع كلفت الكثير والجزائري أصبح يعالج اليوم بآخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والعلاج في هذا الميدان.
150 مصنع لإنتاج الأدوية قيد الإنجاز وعن تداعيات انهيار أسعار النفط على قطاع الصحة في الجزائر، قال وزير الصحة إن العمل يتم حاليا على نقل قطاع الصحة من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الاستثمار من خلال التصنيع، مشيرا إلى تصنيع اللقاحات والأدوية في الولايات الأقطاب كقسنطينة، سطيف العاصمة ووهران للوصول إلى تغطية 70 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية بنهاية 2016 ومطلع 2017 ، ومن ثم التصدير نحو البلدان العربية وإفريقيا. وأضاف بأن الجزائر بلد كبير والبترول لا يمثل موردها المالي الوحيد، كاشفا أنه يتم إنجاز 150 مصنعا لإنتاج الأدوية أغلبها خواص بعقود شراكة مع أجانب، تضاف إلى ال 140 مصنع التي تمارس نشاطها، مؤكدا أن تجميد بعض المشاريع جاء ضمن سياسة الحكومة لترشيد النفقات وأن هاته المشاريع الخاصة بإنجاز المستشفيات ليست ذات أولوية إذا ما علمنا أن نسبة الأسرة المستغلة في المستشفيات تقارب ال 53 فقط، وتبقى حوالي 74 بالمائة من الأسرة شاغرة، إضافة غلى أن المؤسسات الاستشفائية الخاصة أصبحت تلعب دورا كبيرا، حيث انتقلنا من 4700 سرير إلى حوالي 10 آلاف سرير، وخلص بوضياف إلى التشديد على ضرورة التكيف والتأقلم مع الأزمة المالية والتصرف على أساس أن الجزائر لا تملك البترول. وقال الوزير عبد المالك بوضياف إن المنظومة الصحية الحالية تعاني خللا، ففي الخارطة الصحية مثلا يوجد نظام داخل نظام فالمستشفيات والمستشفيات الجامعية والكبيرة على مستوى الولايات في مرتبة وبقية المؤسسات الأخرى الجوارية في خانة أخرى ولكل منهما برنامجه، ميزانيته ونظامه أي أصبحنا بنظامين مستقلين لا يوجد تكامل بينهما وهو ما يحدث تأثيرا على المريض ونوعية الخدمة المقدمة للمريض، زيادة على أنه يكبد الخزينة العمومية أموالا باهظة، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في الخارطة الصحية. وأضاف "فكرنا في خلق مقاطعات صحية تمكننا من خلق شبكة تواصل بين القطاع العام والقطاع الخاص وبين المواطنين والهياكل الصحية الخاضعة لهذه المقاطعات وإخراج بعض التخصصات من المستشفيات إلى العيادات التي صرفت عليها الدولة الملايير والتخفيف على المريض من خلال خلق مسار واضح حينما يريد التوجه إلى العلاج وتخفيف الضغط على المستشفيات وتفعيل الصحة الجوارية، في الواقع وإفراغ المستشفيات الكبرى حتى نمكنها من تأدية مهامها الأساسية وهي البحث، التكوين والعلاج العالي المستوى"، معتبرا أنه من "العيب" أن يسير مدير مستشفى جامعي أو مستشفى كبير قضايا النظافة والأكل وإصلاح الأجهزة المعطلة عوض أن يسهر على توفير جو ملائم للطاقم الطبي والمهني.