علمت آخر ساعة من مصادر موثوقة بأنه سيتم عما قريب غلق جسر سيدي راشد بولاية قسنطينة لمدة شهرين أمام حركة السير وذلك لإطلاق المرحلة الثالثة من أشغال تقوية هذه المنشأة، والتي تشرف عليها مديرية الأشغال العمومية. و أوضح ومصدرنا أن مجلسا ولائيا سيفصل في غضون الأيام المقبلة في تاريخ ال 17 من جانفي المقبل المقترح من طرف مديرية الأشغال العمومية للغلق المؤقت لهذا الجسر الحجري العتيق حيث أن قرار الوالي يعد ضروريا في مثل هذه الحالات، و في انتظار تأكيد قرار الغلق تضع مصالح مديرية الأشغال العمومية بالتعاون مع خبراء من إيطاليا اللمسات الأخيرة للملف التقني لهذه العملية، حيث أن المرحلة الثالثة و الأخيرة من تقوية و ترميم جسر سيدي راشد تشمل أساسا القوس رقم 5 موضحا بأن الورشة التي سيتم فتحها ستقوم بهدم و إعادة بناء هذا القوس، وبعد أن أكد تعقد هذه المرحلة التي تتطلب الغلق التام لهذه المنشأة خلال كامل فترة الأشغال أوضح بأنه سيتم اتخاذ تدابير لتنظيم حركة سير المركبات بطريقة تمكن من تقليص قدر الإمكان حجم الإزعاج الناجم عن غلق الجسر، وتطلبت مختلف عمليات تقوية و تعزيز جسر سيدي راشد الذي يعد ثاني أعلى جسر حجري في العالم لحد الساعة تسخير أكثر من 800 مليون د.ج، وتربط هذه المنشأة التي تعلو وادي الرمال على ارتفاع 105 أمتار بين وسط مدينة قسنطينة وشارع زعموش، للتذكير فقد ارتبط جسر سيدي راشد بزاوية سيدي راشد وعلى إثرها سمي الجسر، مما جعلها موضع اهتمام سكان مدينة قسنطينة من حيث ما يربطهم بها من ماض، فكان الجسر بالنسبة لهم بمثابة الذاكرة التي تحفظ معالمهم الثقافية، التاريخية والحضارية ككل، فما من رَاجِلٍ يمر أو يعبر من جسر سيدي راشد إلا وتقابله زاوية سيدي راشد، وفي الجهة المقابلة تقع عيناه على المدينة القديمة، السويقة بأزقتها الضيقة وممراتها الحجرية المربعة الشكل، حيث يشكل كل منها جسرا للتواصل بين الأجيال، ولا يمكن لأي كان أن يمحو آثاره أو يزحزحه من مكانته التي احتلها طيلة قرون، كما أن المار من هذا الجسر لا يلبث أن ينظر إلى أسفل وادي الرمال ليقف على لوحة فسيفسائية بأن الحياة في تواصل مستمر وهو يتأمل جريان الماء، وكأنه يبحث عن شيء فقده لا يمكن استعادته، أو شيء نادر يصعب العثور عليه، للإشارة فإن الدراسات السابقة بينت أن المشكل الوحيد على مستوى جسر سيدي راشد يتمثل في المياه القادمة من منطقة الصنوبر بحي المنصورة التي تجمعت لتتلف جزءًا صغيرا منه، حيث تم التكفل بهذا المشكل من خلال إنشاء شبكة مائية جديدة بالمنطقة بطول 1800 متر، على أن يتم إصلاح و ترميم الجسر، كما أن الدراسات نفسها أكدت أن الجسر لا يشكل خطرا على أمن وسلامة المواطن إن تداركت السلطات المعنية بالإسراع في ترميمه، وحول طريقة ترميم الجسر، قام مكتب الدراسات الإيطالي بمعية المديرية المسؤولة عن المشروع بقص الجسر من الجهة المهدمة وهي مخرج الجسر باتجاه محطة السكك الحديدة يسارًا و حي التوت يمينًا التي تشكل خطرا على الراجلين والمركبات.