يمر اليوم شهر كامل على الزيارة التي قام بها عبد المالك سلال الوزير الأول إلى ولاية عنابة والتي سبقتها العديد من التحضيرات التي قامت بها السلطات المحلية، على غرار عمليات التنظيف والتهيئة وتعبيد الطرق ودهن الأرصفة وغرس الأشجار وإزالة الممهلات من الطرقات وهي الأشغال التي سهر عليها رؤساء المجالس الشعبية البلدية الذين تحولوا إلى “رؤساء مشاريع” بعد أن نزعوا عنهم عباءة المكتب ونزلوا إلى الميدان من أجل الوقوف على كل صغيرة وكبيرة قبل وصول الوزير الأول إلى عنابة، ومن جهته عرف برنامج والي الولاية نشاطا كبيرا من خلال الخرجات الميدانية العديدة التي قام بها، بالإضافة إلى الاجتماعات والاتصالات التي لم تنقطع مع “أميار” البلديات التي وضعت ضمن برنامج الزيارة التي وبمجرد انتهائها بعث المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية في الولاية رسائل شكر إلى رؤساء الدوائر والبلديات هنأهم من خلالها على إنجاح الزيارة، كما أكد لهم على ضرورة مواصلة عمليات التنظيف والتهيئة بنفس الوتيرة لضمان استمرار الولاية في نفس المستوى الذي تمت تهيئتها عليه أثناء زيارة الوزير الأول، غير أن الواقع يقول أن بعد مرور شهر على هذه الزيارة لا شيء تحقق من ذلك، حيث عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل زيارة سلال، فلم يعد المواطن العنابي يرى عمال النظافة، الإنارة والأشغال العمومية وغيرهم من عمال المصالح الأخرى منتشرين بكثرة في الشوارع والطرق الرئيسية كما حدث قبل الزيارة، حيث عادت النفايات لتنتشر بطريقة عشوائية، فوضى المرور والركن العشوائي، إعادة أغلب الممهلات التي تم نزعها قبل الزيارة إلى أماكنها، وغيرها من المشاهد الأخرى التي أضرت بصورة المسؤولين المحليين أمام المواطنين، رغم أن هذه الصورة كانت مهزوزة من قبل، وهو ما جعل سكان الولاية يتمنون أن يزور الوزير الأول عنابة على الأقل مرة في الشهر، حتى يضمنوا أن تتواصل عملية التهيئة بنفس الوتيرة، خصوصا وأنهم كانوا متأكدين من عودة “ريمة إلى عادتها القديمة” بمجرد انتهاء الزيارة.