أطلقت شركة عالمية متعددة الجنسيات برنامجا استعجاليا لتهيئة الفرن العالي بعملاق الحديد والصلب مباشرة بعد توقيع عقد العمل منذ حوالي أسبوعين مع شركة أمنال الجزائر وحسب المصادر التي أوردت الخبر فإن الشركة العالمية باشرت أشغال التهيئة بطاقم من الإطارات أغلبهم من جنسية برتغالية يملكون خبرة في مجال التسيير وتهيئة أكبر مركبات الحديد والصلب كما حدد الطرفان مبدئيا موعد انتهاء الأشغال بنهاية شهر جويلية القادم في حالة لم تسجل أية حالات طارئة ستعمل على تعطيل الأشغال ليدخل بعدها الفرن العالي حيز الخدمة مجددا و إنقاذ مركب الحجار من الغلق في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها جراء توقف وحدات الإنتاج بعد توقف الفرن العالي منذ العام الماضي وفشل جميع الخطط السابقة لإعادة تشغيله حيث تم التعاقد مع الشركة الإيطالية فسخ معها عقد العمل بسبب تعطل الأشغال التي لم تتعد 20 بالمئة في أزيد من 6 أشهر مما دفع بالإيطاليين إلى رفع دعوى قضائية ضد شركة أمنال الجزائر بتهمة الإخلال ببنود الاتفاقية التي سلمت على إثرها الأشغال العام الماضي علما أن الشركة الإيطالية كانت قد أسندت أشغال التهيئة لشركة من جنوب إفريقيا. علما أن أمنال الجزائر تقوم باستيراد المادة الأولية نصف المصنعة من الحديد بسبب توقف الفرن العالي منذ عدة أشهر وهو ما ورثته من أرسيلور ميتال التي استرجع منها عملاق الحديد والصلب بعد إعلان الحكومة إعادة تأميمه بصفة رسمية. هذا إلى جانب أن عودة الفرن العالي إلى العمل تعني التوقف عن استيراد المادة الأولية مقابل الشروع في استيراد الفحم لتشغيل الفرن بعد غلق وحدة التكويك أو المفحمة سنة 2009 على أمل إطلاق برنامج التهيئة الذي بقي مجرد حبر على ورق خاصة في ظل الصراعات الداخلية التي كانت قد ميزت المركب خلال السنوات الأخيرة على رأسها الصراعات النقابية وانتفاضة العمال للمطالبة بالعديد من الإصلاحات على رأسها رحيل النقابة وكذا رفع الأجور قبل أن يدخل المركب في أزمة مالية خانقة نتيجة توقف الإنتاج ودخول العمال في عطل إجبارية كانت نتائجها عدم التمكن من دفع رواتب العمال في العديد من المناسبات إلى جانب الديون المتراكمة بسبب فواتير الماء والكهرباء والغاز التي تؤكد مصادرنا بأنها مبالغ فيها حيث أن الديون المتراكمة بعيدة جدا عن مبلغ 100 مليار سنتيم بالنسبة للديون المستحقة لدى مصالح سونلغاز. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن شركة أمنال الجزائر كانت قد دخلت في العديد من المفاوضات مع شركات عالمية من جنسيات متعددة على رأسها الشركة الفرنسية لإعادة تهيئة الفرن العالي لكن المفاوضات السابقة باءت بالفشل بسبب عامل الوقت الذي اعتبره الجميع قياسيا مقارنة بحجم الأشغال في حين وضعت الشركة العالمية متعددة الجنسيات برنامجا خاصا يتضمن فرق عمل بنظام التناوب ليلا نهارا لإتمام الأشغال وتسليم الفرن في الوقت المحدد.