قامت مصالح الأمن بولاية عنابة على مدار نهاية الأسبوع المنصرم عملية تمشيط ليلية واسعة في حي وادي الذهب (جبانة ليهود) وذلك على خلفية حرب العصابات التي نشبت بين عدد من شباب هذا الحي الشعبي.وحسب ما نقلته “آخر ساعة” عن عدد من سكان الحي فإن المواجهات اندلعت ليلة الاثنين بين عدد من أصحاب السوابق العدلية، الطرف الأول منهم يقطن في الشطر الأول من الحي والطرف الآخر يقطن في الشطر الثاني، أما بخصوص أسباب نشوب هذا الشجار فهناك من أكد لنا بأنه يتعلق باختلاف حدث بينهم بخصوص أموال قاموا بجمعها بهدف محاولة الهجرة نحو أوروبا بطريقة غير الشرعية ومنهم من قال إن سببها هو تجارة المخدرات، وحسب المصدر ذاته فإن المواجهات بين الأطراف المذكورة استعلمت فيها الأسلحة البيضاء، قارورات “المولوتوف” والتراشق بالحجارة وهو ما تسبب في تحطيم العديد من السيارات التي كانت مركونة بجانب ملعب “الكاجا” الذي كانت الطريق المحاذية له مسرحا رئيسيا لهذه المواجهات التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، كما تسببت في إصابة ستة أشخاص بجروح تم نقلهم للمستشفى، حيث كانت تتجدد بمجرد حلول الظلام وخلو الحي لمن نجح الشيطان في اللعب بعقولهم، وأكد لنا سكان الحي الذين أطلعنا بعضهم على فيديوهات توثق جزء من “حرب العصابات” التي دارت رحاها في “جبانة ليهود”، وأكد من تحدثنا إليهم بأن الظلام الدامس الذي يعيشه الحي في الأيام الماضية بسبب عدم إشعال أعمدة الإنارة العمومية ساهم في إشعال نار المواجهات أكثر، ونظرا لخطورة المواجهات قامت مصالح الأمن بتكثيف دورياتها الليلية في الحي الذي استعاد بفضل ذلك هدوءه ولو نسبيا، باعتبار أن عوامل تجدد المواجهات ما تزال قائمة باعتبار أن المشاركين في هذا الشجار لم يتم توقيفهم بعد حسب ما أكده لنا سكان الحي الذين جددوا مطلبهم لمديرية الأمن باستحداث مركز للأمن الحضري بحيهم الذي يعتبر من بين أكبر الأحياء الشعبية في ولاية عنابة، كما طالبوا كحل مؤقت بتكثيف التواجد الأمني في “جبانة ليهود” لكون العفو الذي استفاد منه المساجين في ذكرى الاستقلال ساهم زيادة عدد المنحرفين في الحي الذين شارك أغلبهم في “الحرب” الأخيرة.