عبر سكان حي وادي الذهب الشعبي "جبانة ليهود" عن سخطهم على السلطات المحلية لولاية عنابة الذين قالوا بأنها أهملتهم خلال السنوات الأخيرة خصوصا فيما يتعلق بالسكن الاجتماعي الذي قالوا بأنه أصبح حكر على قاطني البيوت الفوضوية وخلال جولة قامت بها “آخر ساعة” في الحي والتقت خلالها العديد من المواطنين الذين لمسنا فيهم حالة من الغضب على الحالة المزرية التي يعيشون فيها وسط بيوت هشة يمكن أن تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة، حيث أكدوا لنا أن صبرهم نفذ بعد أن طال انتظارهم لوعود السلطات المحلية، لافتين أنهم علقوا أمال كبيرة على تصريحات محمد منيب صنديد الوالي الراحل الذي أكد أن من غير المنطقي التركيز على أصحاب البنايات الفوضوية فقط في توزيع السكنات الاجتماعية، واصفا ذلك ب “اللاعدل”، معتبرا أن قاطني الأحياء الشعبية من حقهم هم أيضا الاستفادة من هذه الصيغة السكنية بالنظر لمعاناتهم الكبيرة، إلا أن وفاة الوالي قتل أحلام سكان “جبانة ليهود” الذين أكدوا أنهم لم يسبق له وأن قاموا بالاحتجاج أو غلق الطرقات، بعد أن أصبحت هذه الظاهرة من أبرز السبل للحصول على الحقوق ومن بينها السكن، مؤكدين أن السلطات المحلية لم تترك أي باب أمامهم سوى المطالبة بحقم بهذه الطريقة، هذا وطالب السكان السلطات المحلية التي قالوا بأنها “الحاضرة الغائبة” بضرورة الإسراع في الإعلان على قائمة المستفيدين من السكنات العمومية الإيجارية وذلك لوضع حد لمعاناتهم. ملعب “الكاجا” المتنفس الوحيد للشباب يغرق في النفايات ورغم أن سكان “جبانة ليهود” استحسنوا إعادة التهيئة الكلية للحي من خلال تجديد الأرصفة وتعبيد الطرقات، إلا أنهم استنكروا في الوقت نفسه نقص النظافة في الحي خصوصا على مستوى ملعب “الكاجا” الذي يعد المتنفس الوحيد للشباب، فرغم أن السكان بادروا قبل حوالي السنة بتنظيف الملعب وتركيب أعمدة إنارة حتى يتمكنوا من لعب كرة القدم ليلا، إلا أن الملعب تحول مع مرور الوقت إلى مفرغة عمومية، وأكد السكان أنهم تواجهوا بالعديد من الشكاوى للقطاع الحضري الثاني ومصالح بلدية عنابة من أجل التدخل وتنظيف الملعب بالإضافة إلى وضع حاويات قمامة، إلا أنها لم تتدخل إلى غاية الان، وهو ما دفعهم لمناشدة السلطات المحلية لبلدية عنابة وخصوصا نيابة البيئة والنظافة بالتدخل من أجل تنظيف الحي و«الكاجا” على وجه الخصوص. ما زالوا يحلمون بمركز للأمن أما فيما يتعلق بالجانب الأمن فأكد السكان أن التواجد الأمني غير كافي في الحي، وهو ما دفعهم للمطالبة بإنشاء مركز للأمن الحضري في قلب “جبانة ليهود”، باعتبار أن مركز الأمن الحضري الرابع الذي يدخل حيهم ضمن إقليم اختصاصه لا يمكنه تأمين تغطية أمنية كاملة ل واد الذهب حسب تعبيرهم، باعتبار أنه يغطي أكبر حيين شعبين في مدينة عنابة وهما “لا سيتي أوزاس” و‘'جبانة ليهود”، واللذان يعرفان بارتفاع معدل الجريمة فيهما.