مني المنتخب الوطني الجزائري مساء أمس بخسارة ثقيلة 3 – 1 في ملعب «أكوا ايبو» بنيجيريا أمام المنتخب المحلي لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، حيث بات الخضر في عداد المقصيين من حسابات التأهل إلى المونديال الثالث على التوالي، بعد هذه النتائج، التي تكرس التراجع الرهيب في مستوى الفريق الوطني، الذي عاش فترة عدم استقرار في المدة الأخيرة، وبالعودة إلى مباراة أمس، فقد كان الخضر سيئين فيها إلى أبعد الحدود، لاسيما الحلقة الأضعف الخط الدفاعي الذي تفنن في توزيع الهدايا على المنافس، في ظل غياب للوسط الهجومي والهجوم، وسط تساؤل كبير عن سبب غياب نجوم الخضر عندما يتعلق الأمر باللعب في افريقيا. الدفاع كارثة ...كارثة ...كارثة يتحمل دفاع المنتخب الوطني بقيادة الثنائي عيسى ماندي وهشام بلقروي مسؤولية النتيجة التي انتهى عليها لقاء أمس، حيث قدم الخط الخلفي للخضر مرة أخرى واحدة من أسوء لقاءاته، بل ربما هي الأسوء على الاطلاق، حيث تفنن دفاع المنتخب الوطني في توزيع الهدايا عن طريق الأخطاء الساذجة التي وقع فيها الثنائي المحوري عيسى ماندي وهشام بلقروي، إذ منح لاعب اتحاد الحراش السابق هدية الهدف الأول للنسور السوداء في الدقيقة 24، بينما منح زميله ماندي هدية الهدف الثاني في الدقيقة 36، وهو الهدف الذي جلب المسخرة والضحك على المنتخب الوطني، بعدما لم ينتبه اللاعب الجزائري لخط التسلسل، مما جعل نيجيريا توقع هدفا ثانيا ربما هو أسهل هدف في الجولة كلها، هذا وقد كان الظهيرين غلام وزيتي سيئين إلى حد بعيد أيضا، حيث فشلا في التغطية الدفاعية في الكثير من الأحيان، مما جعل رفقاء موزيس يصلون إلى منطقة مبولحي في العديد من المرات وبكل سهولة. وسط ميدان دفاعي فاشل وبن طالب لم يوفق في منصبه الجديد القديم ولعل الورقة التي كان يعول عليها المدرب البلجيكي جورج ليكنس وهي التركيز على وسط الميدان الدفاعي قد باءت بالفشل، حيث لم يشفع له اعتماده على ثلاث مسترجعين في الحفاظ على قوة الخط الخلفي، خاصة وأن مجاني لم يكن في يومه، الأمر الذي جعل كل الثقل يقع على تايدر الذي لم يتمكن من تحمل كل الضغط الذي كان ملقى عليه، رغم أنه كان أحسن عنصر في منصبه، كما أن اعتماد ليكنس على بن طالب في وسط الميدان بشكل متقدم لم يخدم طريقة لعب الخضر، وهي طريقة أكدت فشلها في السابق مع المدرب حليلوزيتش، حيث لم يكن بن طالب قادرا على منح الإضافة للدفاع ولا حتى للهجوم لكونه لا يتمتع بالمهارة الهجومية، ولم يشفع له الهدف الوحيد الذي سجله من قذفة صاروخية، حيث كان من بين أسوء اللاعبين في مباراة أمس. ابراهيمي أحسن عنصر في الهجوم سليماني غاب، ومحرز يخيب كان نجم نادي بورتو ياسين براهيمي مفاجأة الخضر أمس، حيث وعكس التوقعات، فقد قدم مباراة كبيرة، وكان أحسن عنصر في الهجوم، ومنح العديد من الكرات التي فشل هجوم الخضر في تسجيلها، وكان سما قاتلا في دفاعات المنافس، الذي كان يرتبك كلما امسك نجم بورتو بالكرة، غير أن كراته الرائعة لم تجد من يترجمها إلى أهداف، وقد تفنن اللاعبون في تضييعها على غرار الدقيقة 36 عندما منح كرة على طبق لبن طالب الذي ضيع وجها لوجه، وبعدها بدقيقة منح كرة أخرى لمحرز ليضيعها أيضا وجه لوجه، هذا في حين كان مهاجم الخضر اسلام سليماني أسوء لاعب في المباراة، ولم يظهر له أي أثر طوال 90 دقيقة، بينما خيب زميله في نادي ليستر محرز كل الظنون، ولم يقدم المستوى الذي كان منتظرا منه، وغاب في اللحظات الحاسمة. ليكنس يؤكد فشله التكتيكي في أول لقاء وتغييراته سيئة جدا وتكشف نزعته الدفاعية وبدروه أكد المدرب الجديد للخضر جورج ليكنس فشله الذريع أمس من الناحية التكتيكية، لاسيما من حيث التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني، هذا وقد تأخر ليكنس في اجراء التغييرات رغم الحاجة الماسة لذلك بالنظر إلى ضعف مردود بعض اللاعبين على غرار سليماني الذي كان سيئا جدا، كما أن تغييراته أبانت عن نزعته الدفاعية، خاصة عندما استبدل مجاني بعبيد، وبعدها أقحم فيغولي في منصب غريب جدا مكان زيتي على الجهة اليمنى من الدفاع، وانتظر كثيرا ليدعم الهجوم بإدخال بونجاح في مكان تايدر، رغم أنه كان الأجدر منه أن يخرج سليماني الذي كان سيئا جدا.