قسنطينة جسر الراجلين بمحطة المسافرين الشرقية يتحول إلى بركة للمياه عرفت حوادث المرور في الآونة الأخيرة تراجعا ملحوظا على مستوى الطريق السريع خاصة على طول المسافة الممتدة بين جنان الزيتون والمحطة الشرقية للمسافرين، وهذا بفعل استعمال المواطنين لجسر الراجلين الأول المتواجد على مستوى محطة المسافرين الشرقية والثاني على مستوى جنان الزيتون، للتنقل من جهة إلى أخرى. استعمال المواطنين لجسر الراجلين قصريا يعد بمثابة صمام أمان لهم وسلامة مؤكدة من الوحش الحديدي القاتل خاصة وأن الطريق تستعمله الشاحنات بكثرة والتي كانت جماهير المواطنين تواجهه بصدور عارية بل باللحم الحي، بفعل التهور واللامبالاة تارة، وتجنب استعمال جسر الراجلين تارة أخرى، ولدى بحثنا واستفسارنا عن السبب الذي يدفع بالمواطنين إلى عدم استعمال الجسر، وجدنا في الأمر عذرا لهم رغم ما حصدته الطريق من أرواح العديد من المواطنين، تصوروا جسرا يبلغ ارتفاعه 06 أمتار، مملوء بالحفر وبرك المياه العكرة خاصة مع تساقط كميات الأمطار المعتبرة أحيانا والفضلات المتنوعة والمتناثرة هنا وهناك. مما يعني استحالة المرور من فوق الجسر إلا بعد جهد جهيد وهذا بفعل الأرضية المهترئة والمتدهورة تماما كما بعض الطرقات على الأرض، لكن إذا كان منظر الطرقات مألوفا جدا لدينا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه باستنكار ساخر قبل أن يكون باستفهام حائر، أليست مساحة جسر الراجلين والتي لا تتعدى المترين عرضا و15 م طولا أقل بكثير من مسافة الطريق السريع؟ والذي من المفترض أن يكون على أكمل وجه؟ أليس الأجدر أولا تهيئة أرضية الجسر، ثم جعله مستعملا وفي الخدمة، أين الخلل بالضبط؟ هل يكمن في المواطن الذي ينتعل أحذية من حديد حرثت أرضية الجسر ربما؟ أم في طبيعة الأشغال والبناء في حد ذاته المغشوش؟ لسنا ندري؟ لكن الأكيد والمؤكد أن حالة الطرق على الأرض شبيهة بتلك المعلقة في السماء، لأنه ببساطة نقول: إن عقلية من أوجد تلك التي على الأرض هي نفسها من علقتها في فالأمر السماء ولا شك سيان بل لا يمكن أن يكون غير كذلك. في انتظار أن تباشر السلطات عمليات الترميم وتهيئة أرضية الجسر وجعله يظهر بمظهر لائق وآمن في ذات الوقت، يبقى المواطن المغلوب على أمره غارقا في همومه ومشاغله، آملا أن يتحسن حاله كما حالة الجسر بالتأكيد.