في أجواء جنائزية مهيبة تم صباح أمس دفن رفات الشهداء العشرة بمقرة الشهداء لأم البواقي وبذلك يودع هؤلاء الذين كان لهم شرف الاستشهاد بتاريخ 14 جوان 1957عندما كانوا متمركزين في أحد المغارات المتواجدة بالمكان المسمى غار بوسيف جبل الطارف التابع لبلدية أم البواقي لإيوائهم وهم يخططون لطرق الكفاح والتنظيم ضد المستعمر الفرنسي الغاشم وكلهم إيمان بالقضية الوطنية عندما جمعهم قائدهم الشهيد حركاتي بن زاوي ومن معه رحمهم الله لتجنيد شباب المنطقة للالتحاق بالثورة بعد أن رتبوا لهم السلاح واللباس لكن شاءت الأقدار أن يستشهدوا في هذا المركز الذي طوق بالعساكر الفرنسيين المدججين بأحدث أنواع الأسلحة عددا وعدة وبعد المحاولات والمساومات والتهديدات لتسليم أنفسهم إلا أنهم أبوا أن يرفعوا الراية البيضاء رافضين تسليم أنفسهم للعدو أحياء بل صمدوا وفضلوا الشهادة وتسللوا إلى أقصى المغارة فلم يتمكن العدو من العثور عليهم ليلجا إلى حرقهم بالغازات السامة المحرمة دوليا وأصابت الفوج الأول منهم الذي كان متواجد في مدخل المركز ليستخرجوا ويرمى بجثثهم في أماكن بعيدا عن الأنظار وبقي هؤلاء الشهداء العشرة صامدين إلى أن استشهدوا عن آخرهم ليتم استخراج رفاتهم الطاهرة من طرف الحماية المدنية ورجال الدرك الوطني والأسرة الثورية من المجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين والمواطنين قبل أن تحول الرفات إلى المخبر الوطني أين أثبتت التحاليل بأنهم شهداء الثورة ويتراوح سنهم بين 22 و25 سنة لينقلوا يوم أمس في موكب عظيم عظمة الرجال في مسيرة من متحف المجاهد إلى مقبرة الشهداء محمولين على اكتف رجال الجيش وبحضور السلطات الإدارية والأمنية والأسرة الثورية أين وريوا الثرى.