أصبح ملف سكنات «عدل 2» بولاية عنابة يواجه مصيرا مجهولا بعد أن تبين بأن عبد المجيد تبون وزير السكن السابق كان يبيع الأوهام للمكتتبين الذين توقعوا الحصول على سكناتهم السنة القادمة، غير أن قدوم عبد الوحيد طمار كشف المستور وصدم المكتتبين الذين علقوا آمالا كبيرة على هذا البرنامج. وليد هري وما زاد من ضبابية المشهد هو اعتراف محمد سلماني والي عنابة خلال استقباله يوم الإثنين لأعضاء جمعية مكتتبي «عدل 2» بالصعوبات التي تواجد المشروع والفارق الكبير بين عدد المكتتبين وبين السكنات التي يجري إنجازها أو سيتم إنجازها مستقبلا، ومن أجل الوقوف على واقع البرنامج أكثر استقبلت «آخر ساعة» بوكوشة سعيد رئيس الجمعية المذكورة الذي أكد بأن وزارة السكن تتحمل مسؤولية الوضع الحالي وذلك بعد أن فتحت المجال للتسجيل في البرنامج سنة 2013 دون وضع سقف لعدد المكتتبين الذين تستطيع الوزارة بناء سكناتهم وهو ما أوقع هذه الأخيرة –حسب بوكوشة- في ورطة حقيقية، لأن عدد المكتتبين كان أكثر بكثير من عدد السكنات القادرة الوزارة على بناءها، كما حمل رئيس الجمعية المسؤولية للمديرية الجهوية لوكالة «عدل» التي قال بأنها لم تمتلك الجرأة لقول بأن هناك نقص في السكنات التي قال بأن حتى تلك التي انطلقت الأشغال بها فإنه تسير بوتيرة بطيئة، لافتا بهذا الخصوص إلى أن مشروع 837 مسكنا انطلق قبل شهرين فقط، وهو ما جعل رئيس الجمعية يتساءل عن سبب عدم انطلاق البرنامج في موعده (سنة)2013 رغم أنه كان مبرمجا، كما أشار إلى أن الأمر ينطبق على حصة تضم 5080 مسكنا التي كان من المفترض أن تنطلق في سنة 2013، إلا أن ذلك لم يحدث و«برمج منها 5000 سكن في قانون المالية 2018» يقول بوكوشة الذي أشار إلى أن هذا العد من السكنات سيسلم على الأقل بعد ثلاث سنوات إذا لم يواجه أي عراقيل، كما أكد المتحدث بأن وتيرة إنجاز مشروع 2500 مسكن بطيئة جدا، هذا بالإضافة إلى تأخر التهيئة الخارجية ومختلف المرافق، وهنا قدم رئيس الجمعية أرقاما حول واقع برنامج «عدل 2» بعنابة، حيث كشف عن وجود 15706 مكتتب دفع الشطر الأول، 3774 وردت أسماءهم في قائمة المعنيين بدفع الشطر الثاني، 276 منهم تم إقصاءهم بعد أن تمرير أسماءهم على البطاقية الوطنية و24 لم يتقربوا من الوكالة لسحب أوامر الدفع، ليكون عدد الذين دفعوا الشطر الثاني 3507 مكتتب لا يعرف أحد عن كيفية اختيارهم دون بقية المكتتبين لدفع هذا الشطر، أما بخصوص السكنات الجاري إنجازها فقال بأنها تمثل نسبة 28 بالمائة من العدد الإجمالي الذي يشير إلى أن 72 بالمائة من السكنات لم تنطلق. رئيس جمعية «عدل 2»: «الدولة فكرت في نفسها ولم تفكر في المكتتبين» اعتبر بوكوشة سعيد رئيس جمعية مكتتبي «عدل 2» بأن الدولة التي تمر بأزمة اقتصادية فكرت في نفسها أكثر من تفكيرها في المكتتبين «الذين يعاني أغلبهم من أزمة سكن حقيقية أحرق جيوبهم نتيجة تأجير المساكن»، أما بخصوص حديث الوزير طمار عن تقديم المسؤولين في قطاع السكن لتقارير كاذبة فقال: «عندما يقول الوزير بأن مدراء كذبوا على الوزارة فهذا أمر خطير، نحن نحضر ملف بمشاركة مهندسين معماريين ومدنيين فيه كافة التفاصيل الخاصة بمشروع «عدل 2» بعنابة، انطلاقا من نسبة تقدم الأشغال، الحصة الإضافية، أصحاب الطعون ومن لم يدفعوا الشطر الأول، عند الانتهاء من تحضير هذا الملف سنرسله مباشرة إلى الوزير حتى نظهر له الحقيقة التي لن تدع أحدا يكذب عليه، المشكل لدينا هو عدم محاسبة المسؤول عندما يغادر منصبه»، وأضاف: «لقد نبهنا الوالي خلال لقاءنا به إلى قضية مكتتبي برنامج السكن الترقوي المدعم البالغ عددهم 11 ألف بولاية عنابة والذين سجلت نسبة كبيرة منهم في برنامج «عدل 2» وهو ما قد يساهم في تخفيض عدد المكتتبين في هذا البرنامج الأخير في حال تم سحب مكتتبي برنامج السكن الترقوي من برنامج «عدل 2».