تُوفي مساء أمس أسطورة كرة القدم الجزائرية وشباب بلوزداد، حسان لالماس عن عُمر ناهز ال75 عاما بعد صراع طويل مع المرض، و سيوارى جثمان الفقيد الثرى ظهر اليوم الأحد بمقبرة قاريدي بالعاصمة.ويُعتبر "لالماس" من أحسن اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية، لمؤهلاته الفنية وقدراته التهديفية التي جعلته يكتب إسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية.حسان لالماس من مواليد 12 مارس 1943 بالجزائر العاصمة، نجم شباب بلوزداد في الستينيات والسبعينات ، أحد أفضل لاعب أنجبته الكرة الجزائرية إلى اليوم. بل إن كثيرا من المتتبعين يعتبرونه رفقة رشيد مخلوفي و لخضر بلومي أفضل ما أنجبت الكرة الجزائرية لحد اليوم.لقب بالكبش نظرا لتسديداته بالرأس و كذا اختراقه القوي لدفعات المنافسين لبنيته القوية كما تميزلالماس بقدرته الفذة في صناعة اللعب وقيادة الفريق والمنتخب الأول فضلا عن ثقافته التكتيكية العالية وتمريراته السحرية الحاسمة.بعد أن ذاع صيت الفتى حسن لالماس، عبر حي بلكور، أمضى أول إجازة له في فريق اولمبي العناصر، في صنف الأصاغر وعمره لم يكن يتجاوز العاشرة، وكان له شرف أن يلعب إلى جانب العديد من نجوم كرة القدم الجزائرية إبان الثورة التحريرية و نخص بالذكر صاحب أول هدف للمنتخب الجزائري بعد الاستقلال عبد الغني زيتوني، وكان يشرف على تدريب الاولمبي آنذاك المدرب القدير عمي إسماعيل خباطو.و سجل لالماس في الموسم الوحيد الذي لعبه بألوان اولمبي العناصر بعد الاستقلال أكثر من 60 هدف، وقد لا يصدق الكثيرون اذا قلنا أن ابن لبكور سجل في مباراة واحدة 10 أهداف، كان ذلك في شهر أكتوبر من عام 1962 بملعب بئر التوتة أمام الفريق المحلي، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز الاولمبي بنتيجة تاريخية 18/0 كما يعد أفضل هداف في تاريخ الدوري الجزائري بإحراز 150 هدفا ، فضلا عن حيازته للرقم القياسي لعدد الأهداف الموقعة في نهائي كاس الجزائر بمجموع 6 أهداف في ثلاث نهائيات. يعتبر حسان لالماس صاحب أول هدف للفريق الوطني الجزائري في كأس إفريقيا للأمم و كان ذلك أمام أوغندا في نهائيات ايثوبيا عام 1968 و أختير أفضل لاعب في الدورة رغم خروج الجزائر في الدور الأول و لقد سجل حسان لالماس ثلاثية قي تلك المقابلة و هو أول إفريقي يسجل هاتريك في كأس أمم إفريقيا. كما يعد من بين اللاعبين الذين كانوا نجوما فوق العادة، والذي كان يحظى بشعبية كبيرة لدى الجزائريين بعد الاستقلال، نجد الأسطورة حسان لالماس، الذي لعب لفريق واحد، وهو شباب بلكور (شباب بلوزداد حاليا)، قبل أن ينتقل، في نهاية مشواره، للنصرية. وبعد أن نال كل شيء مع فريقه الشباب، واختير كأحسن لاعب في القارة الإفريقية بعد الأداء الكبير الذي أظهره في دورة كأس أمم إفريقيا بأثيوبيا سنة 1968، تلقّى حسن عرضا مغريا من نادي مرسيليا، الذي كان يسيطر على البطولة الفرنسية، لكن الرئيس الراحل هواري بومدين رفض، بشدّة، انتقاله، على اعتبار أن صانع ألعاب الشباب كان قدوة للشبان في ذلك الوقت، وكان من الصعب تسريحه ليلعب في فرنسا، وهو ما جعله يرضخ لمطلب بومدين ويبقى في خدمة فريقه.