هل تساءل أحدكم من هو اللاّعب الجزائري الذي وقّع ثلاثة أهداف كاملة في لقاء واحد في تاريخ مشاركات منتخبنا الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا؟ أكيد أن الكثيرين منكم قد يتجاهل هوية هذا اللاّعب، لكن ها نحن عبر هذه الصفحة التاريخية المطلّة على الأيّام المشرقة لمنتخبنا الوطني نعرّفكم به، إنه وبكلّ بساطة ابن حي بلكور العتيق حسن لالماس الذي نتمنّى أن يعافيه اللّه ممّا ابتلي به بعد أن نقل أوّل أمس على جناح السرعة إلى مستشفى (مايو) الجامعي بباب الوادي. إعداد: كريم مهدي ترى من هو هذا اللاّعب؟ في أيّ لقاء سجّل ثلاثيته التاريخية؟ وما هي مسيرته مع (الساحرة)؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في هذا العدد، فرحلة موفّقة مع مسيرة (الأصلع) حسن لالماس. لالماس.. ولد بالعاصمة يوم 12 مارس 1943 ولد حسان لالماس بحي بلكور العتيق في الثاني عشر من شهر مارس من عام 1943، أي في زمن الحرب العالمية الأولى، وبما أنه في تلك السنوات كان الشعب الجزائري يقبع تحت المستعمر الفرنسي الغاشم فقد عانى كما عانى الكثير من أبناء الجزائر من الفقر والحرمان، والده وهو من الجزائريين الأصليين المقيمين في العاصمة كان يعمل ليل نهار من أجل إعالة أفراد عائلته بمن فيه الفتى لالماس الذي كان متأثّرا منذ صغره برياضة كرة القدم، وعلى غرار الكثير من شباب الجزائر كان يمارسها في كلّ مكان، وبما أن موهبته تجلّت منذ أن كان عمره سبع سنوات كان أبناء الكولون يحبّذون أن يلعب بجانبهم. لكن وبما أن الفتى حسان علّمه والده رحمه اللّه حبّ الوطن وعدم مخالطة أبناء الكولون كان يجابه بالضرب أحيانا وأحيانا أخرى بالشتم، وبما أن الفرنسيين لا يجيدون في مصطلحاتهم التي كانوا يوجّهونها للجزائريين إلاّ سبّ الدين الإسلامي الحنيف وخاتم الأنبياء والرسل (محمد) عليه الصلاة والسلام ووصف الجزائريين بالقردة والخنازير (حاشاكم)، تولّد داخل أعماق الفتى حسان حبّ لا يساويه أيّ حبّ اتجاه الوطن والإسلام. لالماس من أولمبي العناصر إلى شباب بلكور فور استقلال الجزائر انضمّ حسان لالماس إلى فريق أولمبي العناصر الذي تشكّل من نخبة من اللاّعبين الكبار نذكر منهم صاحب أوّل هدف للمنتخب الجزائر بعد الاستقلال عبد الغني زيتوني، وكان يشرف على تدريب الأولمبي آنذاك المدرّب القدير (عمّي إسماعيل خباطو). سجّل حسان لالماس في موسمه الأوّل والأخير مع الأولمبي الكثير من الأهداف، فخلال لقاء الأولمبي بشباب بئر التوتة بملعب هذا الأخير سجّل لوحده تسعة أهداف، أي نصف الأهداف التي شهدتها المقابلة، لكن رغم غزارة الأهداف التي كان يصنع بها أفراح فريقه العناصر إلاّ أن الفريق فشل في نهاية الموسم في ضمان مكانة ضمن أندية القسم الوطني الأوّل الذي تمّ تشكيله والمتكوّن من 16 فريقا. لالماس في الشباب بعد نهاية أوّل موسم رياضي في تاريخ الجزائر المستقلّة الذي نال لقبه فريق اتحاد العاصمة، انتقل حسان لالماس إلى فريق شباب بلوزداد رفقة العديد من لاعبي العناصر الذين كانوا يشكّلون العمود الفقري لهذا الأخير. أبدع حسان لالماس في فريق الشباب، فبات في زمن قصير جدّا أحد محبّي هذا الفريق الذي كان قد مضى على تأسيسه عام واحد فقط، لكن رغم نشأته الجديدة إلاّ أن شباب بلكور وبعد ضمّه لعدد كبير من اللاّعبين الكبار تمكّن من خطف كلّ الأضواء من الأندية العاصمية التي كانت تنشط آنذاك وفي مقدّمتها فريق البطل الاتحاد ومن جار هذا الأخير المولودية وحتى من فريق النّصرية الذي كان هو الآخر يضمّ في صفوفه لاعبين ممتازين. 18 هدفا ل "لالماس" في أوّل موسم مع الشباب سجّل حسان لالماس في موسمه الأوّل مع شباب بلوزداد 18 هدفا، لكن رغم هذا العدد الكبير من الأهداف إلاّ أن ذلك لم يكف الشباب للصعود على منصّة التتويج الوطنية، لكن في المواسم الموالية كانت أهداف لالماس خيرا على أصحاب الزي الأحمر والأبيض بحصوله على لقب البطولة الوطنية ثلاث مرّات وأمثالها بلقب كأس الجزائر ولقب كأس المغرب العربي. لالماس وسنوات الحصاد دخل حسان لالماس موسم 65/66 بقوة، حيث قاد فريق شباب بلكور إلى الفوز في أكثر من لقاء، فكان يجيد تسجيل الأهداف من جميع الزّوايا، كما أن مراوغاته كانت بمثابة سمّ قاتل لكلّ لاعب حاول التصدّي له. تحوّل حسان لالماس في الموسم السالف ذكره إلى محلّ تعاليق وأحاديث الجمهور الرياضي الجزائري. فرغم قلّة وسائل الإعلام مقارنة بيومنا هذا إلاّ أن اسم لالماس بات على ألسنة الجميع، فكلّما حلّ فريق الشباب بأيّ ملعب كان إلاّ ويجد لالماس نفسه محاطا بالمئات من المعجبين يريدون أخذ صور تذكارية مع نجم اسمه لالماس. فاز حسان لالماس بأوّل لقب وطني له مع شباب بلكور في صائفة 1965 بتتويج هذا الأخير بلقب البطولة الوطنية، ولم يشكّل هذا التتويج لأصحاب الزي الأبيض والأحمر مفاجأة بالنّظر إلى غنى تشكيلة الشباب التي كان يقودها بامتياز لاعب بدأ الشعر يتطاير من رأسه ألاّ وهو حسان لالماس. في العام الموالي قاد لالماس فريق الشباب إلى معانقة الازدواجية: البطولة والكأس، فبعد أن حسم الشباب لمصلحته لقب البطولة أضاف لقب الكأس أمام رائد القبّة، وهو اللّقاء الذي سجّل فيه لالماس هدفين، وكرّر نفس الإنجاز عام 1970. وقبل ذلك بعام فاز لالماس وشباب بلكور بكأس الجزائر بعد أن تفوّق الشباب في اللّقاء النّهائي على اتحاد العاصمة في لقاء لعب في مرحلتين، سجّل لالماس ثلاثية تاريخية في اللّقاء المعاد بملعب 20 أوت. ولاتزال تلك الثلاثية التاريخية منقوشة بأحرف من ذهب في سجِّل كأس الجزائر، حيث لم يتمكّن أيّ لاعب من بعده من معادلة هذا الرّقم. السداسية التاريخية يعدّ موسم 1969 /1970 الأحسن في مسيرة اللاّعب حسان لالماس، كيف لا وهو الذي نال ما لم ينله أيّ لاعب آخر في الجزائر، فبعد فوزه بلقب البطولة أضاف إلى رصيده لقب كأس الجزائر. وقبل ذلك ببضعة أشهر تمكّن شباب بلوزداد بقيادة الخماسي شنّان، سالمي جيلالي، كالام، عاشور ولالماس بطبيعة الحال من انتزاع كأس المغرب العربي، ليختم إنجازات تلك السنة بانتزاعه لقب أحسن هدّاف وأحسن لاعب في تلك السنة. لكن حتى وإن تراجع مستوى الشباب في السنتين المواليتين إلاّ أن لمعان الفريق بقي متواصلا في المغرب العربي باحتفاظه بالكأس المغربية لمرّتين متتاليتين لتكون من نصيبه إلى الأبد في عام 1972. لالماس في المنتخب الوطني حسان لالماس من الرّيع الأوّل في المنتخب الوطني، حيث كان ضمن أوّل تشكيلة لعبت تحت الرّاية الوطنية، وهذا في مطلع عام 1963 أمام المنتخب البلغاري تحت إشراف المدرّب (عمّي إسماعيل خباطو)، وهو اللّقاء الذي انتهى بفوز منتخبنا الوطني بهدفين لواحد. دام بقاء حسان لالماس في المنتخب الوطني ثماني سنوات، لعب فيها 73 مقابلة، سجّل فيها 28 هدفا، وبذلك يعدّ ثالث هدّاف للمنتخب الوطني بعد كلّ عبد الحفيظ تاسفاوت ولخضر بلومي. دورة إثيوبيا 1968... الرّأس الذهبي من بين أهمّ محطّاته الكروية مع المنتخب الوطني دورة أمم إفريقيا التي جرت عام 1968 بإثيوبيا، حيث اختير لالماس أحسن لاعب في الدورة رفقة الإيفواري لوران بوكو بالرغم من إقصاء المنتخب الوطني في الدور الأوّل، وتبقى أهدافه الثلاثة التي وقّعها في تلك الدورة في شباك المنتخب الأوغندي هي الأخرى راسخة في أرشيف الكأس القارّية. دورة إثيوبيا.. فرحة لم تكتمل حتى وإن اختير لالماس أحسن لاعب في دورة أمم إفريقيا لعام 1968 إلاّ أن إقصاء المنتخب في الدور الأوّل شكّل ضربة قاسية لصاحب الرّأس الذهبية لالماس، حيث ظلّ يصف تلك المشاركة بواحدة من أسوأ ذكرياته الكروية مع المنتخب. 1970... أسوأ محطّات حسن لالماس لكن أسوأ ما تعرّض له منتخبنا الوطني أسابيع قليلة بعد عودته من أديس أبابا هو خروجه من مونديال المكسيك عام 1970 على يد المنتخب التونسي، وهو الإقصاء الذي شكّل حينها صفحة سوداء للكرة الجزائرية بعد الاستقلال بالنّظر إلى العناصر اللاّمعة التي كانت تزخر بها التشكيلة الوطنية التي كان يقودها كلّ من رشيد مخلوفي وحسان لالماس. لقاء في ذاكرة لالماس لكن إذا عدنا إلى بعض من مباريات لالماس مع المنتخب الوطني تستوقفنا المباراة التي خاضها لالماس عام 1964 أمام المنتخب السوفياتي، بتسجيله هدف رائع في مرمى الحارس الأسطورة الرّاحل ليف ياشين، والتي انتهت بهدفين لمثلهما في لقاء احتضنه ملعب 20 أوت العناصر سابقا. 1971... الاعتزال الدولي اعتزل لالماس اللّعب دوليا عام 1971 وعمره لا يتعدّى الثلاثين سنة، تاركا المجال للاّعبين الشبّان بقيادة بتروني وباشي وفريحة وعطوي وغيرهم من شباب تلك الأيّام. لكن حتى وإن اعتزل لالماس اللّعب دوليا مع المنتخب الوطني إلاّ أنه واصل اللّعب للمنتخب الوطني للأمن إلى جانب بعض من اللاّعبين في مقدّمتهم عمر بتروني وباشطا، لكن دون أن يدوّن اسمه في سجِّل هذا المنتخب الذي تمّ حلّه فيما بعد. من الشباب إلى النّصرية إلى اتحاد الصحّة ثمّ الاعتزال النّهائي بعد أن فعل ما فعله في فريق شباب بلكور قرّر لالماس الانتقال إلى فريق الجار النّصرية رفقة زميله في الشباب مختار كالام. ولعب لالماس إلى جانب عكاك والحارس وشان ونور بن زكري المدرّب الحالي للنّصرية وغيرهم من نجوم الفريق في تلك الحقبة، لكنه لم يكرّر إنجازاته التاريخية مع الشباب، وبعد أن أحسّ بأن رأسياته القاتلة التي كان يرعب بها حرّاس المرمى لم تعد تجدي قرّر الانتقال إلى فريق اتحاد الصحّة رفقة زميليه في شباب بلوزداد الحارس عبروق ومختار كالام، ليعلن اعتزله الكرة نهائيا عام 1976. لكن حتى وإن اعتزل صاحب الرّأسيات القاتلة إلاّ أن ما تركه فوق الميدان لن يزول من ذاكرة كلّ من عايش حسان لالماس. لالماس من التدريب إلى الاعتزال النّهائي بعد اعتزال لالماس الكرة بقي وفيا لرياضته المفضّلة، حيث أسندت له مهمّة تدريب المنتخب الوطني للأشبال عام 1983، وبعد رحيله من المنتخب عمل في المديرية التقنية للمنتخبات الوطنية في نهاية الثمانينيات، لكنه وبعد أن لاحظ أن الوسط الكروي بدأ يتعفّن قرّر الابتعاد نهائيا عن عالم الرياضة. لالماس طريح الفراش حاليا يعاني حسن لالماس وأحد أحسن اللاّعبين الذين أنجبتهم ملاعب كرة القدم الجزائرية ويلات المرض، حيث يوجد طريح الفراش بمستشفى (مايو) الجامعي بباب الوادي، وبالمنّاسبة ندعو العليّ القدير أن يشفيه ممّا ابتلي به. تلكم باختصار مسيرة لاعب القرن في الجزائر، ومهما كتبنا عن حسن لالماس فلن نردّ جميل هذا اللاّعب وما قدّمه للمنتخب الوطني ولناديه شباب بلوزداد. مباريات اليوم الجدول الكامل للمباريات وفق التوقيت الجزائري المباريات الودّية: سا 10.30: النيبال الباكستان سا 11.20: اليابان لاتفيا سا 14.00: الهند فلسطين سا 15.00: كينيا الكاميرون سا 15.00: رومانيا إيسلندا سا 18.00: كرواتيا كوريا الجنوبية سا 15.00: مولدوفيا كازاخستان سا 17.00: المجر بيلاروسيا سا 18.00: قبرص صربيا سا 18.00: الشيلي مصر سا 18.00: سلوفينيا البوسنة والهرسك سا 18.00: النّرويج أوكرانيا سا 19.00: ألبانيا جورجيا سا 19.00: إسبانيا الأوروغواي سا 19.15: تركيا جمهورية التشيك سا 19.30: مالطا إيرلندا الشمالية سا 19.30: مقدونيا الدانمارك سا 20.30: هولندا إيطاليا سا 20.30: إنجلترا- البرازيل سا 20.30: السويد الأرجنتين سا 20.30: إيسلندا روسيا سا 20.45: بلجيكا سلوفاكيا سا 20.45: إيرلندا بولونيا سا 20.45: اسكتلندا إستونيا سا 20.45: بلاد الغال النمسا سا 21.00: فرنساألمانيا سا 21.45: البرتغال الإكوادور سا 01.00 صباحا: تيرينيداد وتوباغو البيرو سا 01.30 صباحا: بوليفيا هايتي سا 01.30 صباحا: الباراغواي السلفادور سا 02.00 صباحا: غواتيمالا كولومبيا تصفيات كأس آسيا 2015 سا 12.00: الفيتنام الإمارات سا 12.00: أوزباكستان هونغ كونغ سا 13.00: تايلاندا الكويت سا 13.00: إيران لبنان سا 14.15: عمان سوريا سا 14.30: العراق إندونيسيا سا 16.00: الأردن سنغافورة سا 16.15: اليمن البحرين سا 16.30: قطر ماليزيا سا 18.15: السعودية الصين نصف نهائي كأس أمم إفريقيا سا 16.00: مالي نيجيريا سا 19.30: بوركينا فاسو غانا