حي الشومارال السكان يطالبون بإعادة تهيئة الحي والتكفل بمعاناتهم يعيش سكان حي الشومارال أوضاعا مأساوية منذ أن سكنوا بهذه المنطقة القابعة بقلب مدينة عنابة نتيجة التهميش والحقرة وتراكم المشاكل وقلة الاهتمام والعناية من لدن السلطات المحلية. ويعتبر حي الشومارال من أقدم الأحياء الشعبية، وأفقرها تهيئة ونسجا عمرانيا، بالإضافة إلى الكثافة السكانية الهائلة وأقلهم حظا في البرامج التنموية التي أثرت بشكل مباشر على الأوضاع العامة للسكان ومست الكثير من جوانب الحياة اليومية التي باتت الطابع الوحيد المرسوم على وجوه القاطنين بهذا الحي الشعبي والذي لا يختلف في نمط عيشة ومشاكله عن باقي الأحياء الأخرى والتي تعاني من نفس العزلة والحقرة وافتقاره لأدنى المقومات الأساسية للعيش الكريم، وعلى ضوء كل ما تقدم فإن الحي يعرف نقائص ومشاكل على كل المستويات مست كل القطاعات الحيوية، التي زادت من معاناة وهموم المواطنين في غياب العناية والرعاية، بالإضافة إلى البرامج التنموية التي يفتقر لها الحي على كافة الأصعدة والتي كانت العامل الرئيسي في تدهور الأوضاع وزعزعة أركان الحي والتأثير فيه بشكل أو بآخر. وفي هذا الصدد فالعيش في مثل هذه الظروف القاسية والتي يغلب عليها طابع البؤس والشقاء أمر لا يحتمل لانعدام الهياكل والمرافق العامة التي كان لها الأثر الكبير في تغيب الحي وعزله. وفي هذا الشأن فإن جملة من المعطيات والحقائق الموضوعية باتت السمة والعلامة البارزة على هذا الحي منها إهتراء السكنات وتعرض الكثير منها إلى التشققات بالإضافة إلى قدمها انتهاء صلاحية عمرها الافتراضي.حيث باتت تشكل خطرا على المواطنين والساكنين على أساس قيامها على أسس غير مضبوطة ومؤسسة وفقا لمخطط عمراني قائم بذاته بالإضافة إلى إصابة الكثير من المواطنين بأمراض وأوبئة بفعل الكثافة السكانية العالية وتلاصق السكنات ببعضها البعض، وللأمانة فإن هذه السكنات قد شيدت في العهد الاستعماري ليس للإقامة فيها وإنما لأغراض أخرى ( مستودعات مخازن، إسطبلات) زد على ذلك غياب القاعدة الأساسية وهي البنية التحتية والتي تبقى هاجس المواطنين مع طلوع كل يوم مشرق أملهم في أن تجد السلطات المحلية حلولا جذرية ونهائية لهذا الموضوع الذي هز أركان الحي، وذلك لظهور التسربات العشوائية للمياه القذرة، وعدم " استجابة " القنوات القديمة مع انسداد كافة البالوعات وغياب البعض الأخر نتيجة الترقيعات السطحية مما نتج عنه انبعاث روائح كريهة وانتشار كثيف للحشرات الضارة التي تتسبب في الكثير من الأمراض الوبائية وغياب الإنارة العمومية داخل الأحياء، الأمر الذي سمح لبعض المنحرفين بالسطو على ملكية الغير وابتزاز المواطنين رغم تعدد شكاوى هؤلاء مما نتج عن ذلك غياب الأمن، زد على ذلك الإنقطاعات المتكررة للمياه وصعوبة التزود بهذه المادة الأساسية. الغياب التام لشبكة الطرقات حتى وإن وجدت فهي غير صالحة وفعالة بفعل إهترائها وقدمها، انتشار المزابل العشوائية والقمامات التي زادت من متاعب السكان مع ظهور انتشار الحيوانات الشاردة بها، غياب المرافق العمومية والرياضية والثقافية الأمر الذي أدى إلى المساس بفئة الشباب على كافة جوانب الحياة مما دفع بالكثير منهم إلى الانحراف والتفكير في الهجرة بشتى الطرق (الحرقة) وممارسة بعض الأنشطة غير القانونية. وفي هذا السياق وفي خضم هذا الزخم ناشد سكان الحي كافة السلطات التدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية ومناسبة للحد من معاناتهم اليومية، وبعث الروح في الحي من جديد على أسس جديدة ومضبوطة وفقا لمخطط عمراني جديد مع العلم أن الحي محاط بشبكة عمرانية جديدة، الأمر الذي خلق توترا وريبة في صفوف المواطنين اتجاه الهيئة التنفيذية المشرفة الأمر الذي خلق إحساسا بالحقرة والتهميش وعلى هذا الأساس فإنهم يطالبون بتجديد وإعادة تهيئة الحي وتوفير كافة المستلزمات الحياتية من مرافق عمومية ورياضية واجتماعية على غرار باقي التجمعات السكانية الأخرى. بن عامر احمد