لا تزال الأحياء الثلاثة حي سيبوس والبوني وحي سيدي سالم بولاية عنابة هذه الأيام تتعرض لإخطار الأبخرة والغازات السامة والمنبعثة من مداخن المركب وذلك رغم برامج إعادة الاعتبار ومكافحة التلوث من غلق وتحويل للمنشآت والورشات الملوثة بالمركب، إلا أن نسبة الفعالية لا تزال غير مرضية، حيث تضمن هذا البرنامج في السابق غلق وتفكيك ورشة انتاج حمض السولفيريك وغلق وتحويل لنشاط ورشة انتاج حمض الفوسفوريك بالإضافة إلى إعادة هيكلة ورشات انتاج الأسمدة الفوسفاتية وتجديد ورشة انتاج حمض النتريك وفق معايير الصرف لهذه المادة الملوثة. إلى جانب تحويل لورشات انتاج النيترات وذلك بهدف القضاء على منصرفات الغبار. كل ذلك بسبب بقاء الفضلات الصلبة والسائلة ومنصرفات المداخن الأخرى من أبخرة مختلفة التكوين كأبخرة الحوامض والغازات الناتجة عن الاحتراق غيرها والتي لا تزال تهدد كل من حي البوني، حي سيبوس وحي سيدي سالم. كما أدى إلى تلوث شواطئ الحيين الأخيرين بالمحاليل الناتجة عن إدابة الغازات المنصرفة من المصنع كون مجاري التصريف لا تزال مفتوحة على شاطئ حي سيبوس ومما زاد من نسبة التلوث السريع التيارات والأمواج البحرية التي سهلت انتقال المواد الملوثة عبر مياه البحر. ضف إلى ذلك الضباب الدخاني الدائم بالمقربة من الأحياء الثلاثة بسبب غازات مداخن التنفس والتي يتم تصريفها وإخراجها إلى الجو، إلى جانب النفايات والمخالفات الصلبة الغبار والتي تدروها الرياح يوميا هنا وهناك كل هذه الملوثات السابقة الذكر تعمل على انقاص نسبة الأوكسيجين اللازمة لمختلف العمليات البيولوجية الخاصة بالإنسان والحيوان والنبات على حد سواء مما يؤدي إلى ظهور وتفشي مختلف الأمراض المزمنة والخطيرة، لذلك على السلطات المعنية البحث في تدابير سريعة لانشاء محطات محلية لمعاينة لمياه البحر وكذا الهواء وتحليله من أجل مراعاة النسب القياسية للتلوث بالإضافة إلى ضرورة معالجة الغازات الخارجة من المصنع عن طريق استعمال أجهزة منع التلوث لامتصاص الغازات وإعادة تحويلها عبر عملية الاسترجاع وكذا معالجة مياه الصرف والمياه المنصرفة من المركب وذلك ضمن إطار مراعاة المواصفات الدولية للتلوث. ب.ي