فصلت محكمة الجنايات الإستئنافية في الحادثة المريعة المتمثلة في إقدام شيخ على وضع حدّ لحياة جاره بطريقة وحشية بعد أن طعنه بواسطة سكين ليحاول بعد جريمته الشنعاء إزهاق روح ابن الضحية. وليد سبتي هذا وقد عرفت جلسة المحاكمة مساء أول أمس حضورا مكثفا للمحامين والمحلفين إضافة إلى الشهود والأطراف المدنية من أجل إلقاء نظرة على تفاصيل القضية الخطيرة التي هزّت كيان المواطنين نظرا لبشاعة الجريمة التي خلفت مأساة حقيقية بطلها شيخ يبلغ من العمر 62 سنة قام بطعن جاره دون شفقة باستعمال سلاح أبيض كبير الحجم وسدّد له ضربات سكين اخترقت مختلف أنحاء جسده قبل أن يخلي سبيله تاركا إياه يسبح في بركة دمائه أين لفظ أنفاسه الأخيرة، ليواصل الجاني عمليّته النكراء حين اتجه نحو ابن الضحية الذي كان بصدد نجدة أبيه ليتعرضّ هو الآخر إلى هجوم عنيف بواسطة نفس السكين أسقطه أرضا بجانب والده وكاد أن يلقى حتفه نظرا لخطورة الإصابة . حيث تعرّض لجروح بليغة على مستوى الصدر، ويستخلص من ملف القضية أنه في يوم 02 أوت من سنة 2011 تلقت مصالح الدرك الوطني بعين الباردة نداء يفيد باندلاع معركة استعملت فيها أسلحة بيضاء بحي الحروشي التابع إلى بلدية عين الباردة ما جعل رجال الدرك يتنقلون إلى عين المكان ليتبين أن الشجار انتهى في ظرف وجيز من شبوبه بعد أن قام المتهم «ق.م» بقتل جاره «ر.ا.ش» مستعملا في جريمته النكراء آلة حادة، كما حاول كذلك إزهاق روح ابنه الذي تدخل من أجل إنقاذ والده ليتعرض إلى إصابة بليغة أسقطته أرضا بجانب أبيه واستدعت تدخل الإسعاف ونقله على جناح السرعة إلى مستشفى عين الباردة وبعدها إلى مصلحة الإستعجالات التابعة إلى مستشفى ابن رشد قبل أن يتلقى العلاجات اللازمة وتبدأ حالته بالتحسن مع مرور الوقت. وفي السياق ذاته فقد باشرت المصالح الأمنية تحرياتها لرفع اللبس عن القضية أين أوقفت المشتبه فيه بقتل الضحية «ر.ا.ش» مع ضبط أداة الجريمة المتمثلة في سكين كبير الحجم، كما فتحت تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات الجريمة. حيث كشف الضحية «ر.ع.ا» الذي تماثل للشفاء بعد تعرضه لاعتداء عنيف من طرف نفس المتهم الذي أزهق روح والده وأوضح أثناء سماع تصريحاته أنه كان جالسا فوق سطح منزله حين شاهد «ق.م» يحمل سكينا ويجري خلف أبيه فنزل مسرعا لنجدة والده الذي وجده غارقا في دمائه بعد أن تلقى طعنتين على مستوى البطن مضيفا أنه حاول الإمساك بيد المتهم غير أن الأخير ضربه بالسكين على صدره وأسقطه أرضا لينقل على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات الطبية لتلقي العلاج.كما تم سماع المتهم «ق.م» البالغ من العمر 62 سنة الذي أوضح أثناء سماع أقواله من طرف عناصر الضبطية القضائية بأنه كان داخل منزله الكائن بالحي المذكور سالفا أمسية الحادثة وبالتحديد على الساعة السابعة حين سمع ضجيجا ينبعث من دكانه الذي يعمل فيه ابنه وهو ما جعله يحمل قضيبا حديديا ويهرع خارجا لمعرفة ما يحدث أين وجد ابنه في خلاف مع شخصين وأثناء تدخله هربا بعيدا، وفي طريق عودته إلى المنزل صادف جاره الضحية المسمى «ر.ا.ش» الذي استفزه –حسب تصريحاته- نظرا لوجود عداوة بينهما، ليصب الشيخ كامل غضبه على هذا الأخير ويطعنه على مستوى البطن تاركا إياه غارقا في دمائه ونافيا إدراكه إن كان قد اعتدى على ابن الضحية كونه فقد السيطرة على أعصابه ودخل في حالة هستيرية جعلته ينسى الوقائع بالضبط، كما تجدر الإشارة إلى أن الشيخ يعاني من إضطرابات نفسية منذ وقت بعيد ومن أمراض عقلية تجعله يقوم بأفعال عديدة دون وعي وإدراك منه إلى جانب حيازته على شهادات طبية توضح ذلك وتناوله أدوية خاصة بالمجانين قبل وبعد ارتكابه الجريمة، حيث قامت هيئة المحكمة بالنظر في الملف من كافة جوانبه قبل أن تقرّر تبرئته بعد أن ثبت مرضه العقلي ومعاناته من إضطرابات نفسية بالجملة.