انتشرت في الجزائر خلال الفترة الأخيرة ما يعرف بأكاديميات كرة القدم، حيث يجذبون إليهم أولياء الامور الباحثين لأبنائهم عن مكان في عالم الشهرة والمال وتحولت رياضة كرة القدم إلى سبوبة ووسيلة لتحقيق الربح السريع على حساب أحلام البسطاء وخاصة وأن أصحاب هذه الأكاديميات يوهمونهم أنها بوابة لدخول الاندية الكبيرة. وبين الاستثمار من أجل المال أو اكتشاف المواهب من أجل الكرة، يبقى الإشكال قائما بشأن روضات الأطفال الهادفة إلى الربح السريع، وهو ما رصده أصحاب المصالح التجارية الذين وجدوا في ذلك فرصة يمكن استغلالها، من خلال جذب الأطفال وذويهم لأكاديميات الكرة، طمعاً في بتحقيق مكاسب مادية، بعيداً عن الرقابة الرسمية للجوانب الفنية، ودون مراعاة العمل على تطوير الكرة الجزائرية على المدى الطويل. وأصبح الحصول على ترخيص انشاء الاكاديميات، وفق إجراءات رسمية من مصالح ولاية الجزائر، فيما نأى اتحاد الكرة بنفسه عن المسؤولية الفنية، وترك المجال مفتوحاً للجميع لإطلاق الأكاديميات الباحثة عن أطماع مادية، في ظل غياب التواصل، في كثير من الأحيان مع الأندية الرياضية، أو السعي لاستقطاب المواهب وتطويرها، تمهيداً لإرسالها للعب في الدوريات الأوروبية الكبيرة، وهو الدور الذي تقوم به في دولها. ولا أعلم لماذا لم تتدخل الدولة حتى الآن وتنقذ أولياء الأمور من النصب، حيث اصبح كل من لا يوجد له عمل في الجزائر يقوم باستئجار ملعب وينشئ أكاديمية ويقوم باستقدام أفراد ليس لهم أي علاقة بكرة القدم، ويدمر مستقبل الأطفال، وخلال التدريبات لا يوجد كشف طبى ولا توجد سيارة إسعاف في الخارج، وكل ما تهدف إليه هذه الأكاديميات هو جنى الأموال فقط، ويبقى السؤال المطروح: هل هناك رقابة على هذه الأكاديميات؟ وهل هي بالفعل تقوم بدور في الكشف عن الموهوبين وتقديم عناصر جديدة للمنتخبات الوطنية أم أنها ليست إلا " سبوبة " لأصحابها والقائمين عليها ؟ وأين دور الدولة الرسمي ممثلة في وزارة الشباب والرياضة وغيرها من الهئيات والجهات من مثل هذه الأمور المفيدة للمجتمع على كافة المستويات والأصعدة إذا ما أحسن استغلالها ؟