يواجه مصنع الزيوت الجديد الجاري إنجازه بالقرب من ميناء جنجن بولاية جيجل وتحديدا بمنطقة بازول التابعة لبلدية الطاهير مصيرا مجهولا بعد توقف الأشغال بهذا المصنع الذي خصص له غلاف مالي يفوق ال 250 مليون دولار أمريكي واعتقال ملاّك هذا المصنع والمتمثلين في الإخوة كونيناف الذين تم توقيفهم في وقت سابق بناء على التحقيقات الجارية في قضايا الفساد التي تورطت فيها عدة أطراف و قد عاد الغموض ليكتنف مصير هذا المشروع الصناعي الهام بعدما تم في وقت سابق تعليق العمل بورشات المصنع المخصص لإنتاج مختلف أنواع الزيوت والذي كان من المفترض أن يكسر الإحتكار مجمع سيفيتال التابع لرجل الأعمال يسعد ربراب في مجال إنتاج وتسويق الزيوت النباتية عبر الوطن حيث أعلن عن سحب العمال المحليين والصينيين الذين كانوا بصدد إنجاز مصنع الزيوت ببازول بجيجل بعدما بلغت الأشغال بهذا الأخير مرحلة متقدمة بل وتجاوزت ال70 بالمائة موازاة مع سحب معظم العتاد الذي كانت تعتمد عليه الشركة الصينية في عملية الإنجاز وذلك على خلفية القرار الصادر عن السلطات والقاضي بتوقيف عملية التمويل البنكي لهذا المشروع في ظل شبهات الفساد المالي التي تحوم من حوله بعد توجيه تهمة التمويل غير المدروس لهذا المشروع لرئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى وهو ما كلف الخزينة العمومية خسارة بنحو 70 مليون دولار والتي كان من المفترض أن يتحملها ملاك هذا المصنع بفعل تقلبات سوق الصرف ، وكانت بعض المصادر قد تحدثت عن احتمال استئناف الأشغال بالمصنع المذكور بعد تعيين متصرفين إداريين لتسيير شؤون الشركات والمقاولات التابعة لرجال الأعمال المحبوسين وفي مقدمتهم الإخوة كونيناف غير أن الأمور عادت لتأخذ طريقها نحو الغموض بخصوص مستقبل مصنع الزيوت بجيجل وباتت التجهيزات التي تم اقتناؤها من الخارج من أجل مباشرة عملية إنتاج الزيوت بهذا المصنع والتي وصل أكثر من 90 بالمائة منها إلى ميناء جنجن في مهب الريح بحسب المتابعين لهذا الملف حيث باتت هذه الأخيرة والتي يقدر ثمنها الإجمالي بحسب ذات المصادر بأكثر من 200 مليون دولار وهو ما يمثل ثلاثة أربع الكلفة الإجمالية للمصنع عرضة للتلف بسبب توقف الأشغال بالمصنع وسحب الشركة الصينية المكلفة بالأشغال لعمالها حيث ستظل هذه التجهيزات رهينة الحاويات والغرف المغلقة خلال الفترة المقبلة مما سيعرضها حتما للإتلاف خصوصا في ظل نوعيتها الخاصة وعدم قدرتها كما تضيف المصادر على تحمل مستويات الرطوبة العالية التي يتميز بها مناخ المنطقة المخزنة بها والقريبة جدا من البحر علما وأن العشرات من عمال هذا المصنع سبق وأن احتجوا قبل أسابيع أمام الهيكل الإسمنتي للمصنع من أجل المطالبة بإنقاذ المشروع واستئناف الأشغال به من أجل الحفاظ على مكتسبات العمال وصون ما يقارب ال1000 منصب شغل التي كان سيوفرها هذا المشروع وبالمرة الحيلولة دون إهدار ملايين الدولارات التي صرفت من أجل إنشاء هذا المصنع الذي يعد الثاني من نوعه على المستوى الوطني .