يواصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زيارته إلى الجزائر لليوم الثاني بعدما وصلها أمس في مستهل جولته في القارة الإفريقية تهدف إلى نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى إستراتيجي مع تصدر الأزمة الليبية أجندة المباحثات. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون استقبل نظيره التركي بمطار هواري بومدين إلى جانب أعضاء من الطاقم الحكومي. ورافق أردوغان نائبه، فؤاد أوقطاي.، ووزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، وكذا وزير الدفاع، خلوصي أكار، ووزير الصناعة والتكنولوجيا، مصطفى ورانك، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية، فاتح دونماز، وكذا رئيس جهاز المخابرات، هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطوان والمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إلى جانب 156 رجل أعمال. وأجرى الرئيسان تبون وأردوغان محادثات حول سبل تدعيم الروابط القائمة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون بينهما, بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تحمل «أهدافا تاريخية» وتهدف إلى»نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى إستراتيجي»متوقعة أقدام الجانبين التركي والجزائري على خطوات مهمة فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية. هذا وثمن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جهود الجزائر في محاولة حل الأزمة الليبية، مشيدا بانضمامها إلى مؤتمر برلين الذي عقد مؤخرا برعاية ألمانيا. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقده رفقة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمقر رئاسة الجمهورية عشية أمس إنه «ليس هناك أي شك أنه سيكون لجهود الجزائر الأثر فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في ليبيا». وتابع المتحدث:«نؤكد منذ بداية الأزمة على عدم إمكانية الحصول على أي نتائج عسكريا، قمنا باتصالات مكثفة على المستوى الدولي من أجل وقف إطلاق النار بين المتنازعين وركزنا على الخطوات المشتركة وإمكانية التعاون في هذا المجال». وأضاف الرئيس التركي:«نؤمن بأن العناصر الأساسية للاستقرار هو الحوار والشمولية، نحن سنواصل جهودنا في إيقاف نزيف الدم وسندعم الجهود الدولية التي تضمن هذا المسعى».وفي سياق متصل، وجه رجب طيب أردوغان دعوة رسمية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من أجل زيارة تركيا، معربا عن نيته في تشكيل مجلس تعاون مشترك رفيع المستوى بين تركياوالجزائر بغية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.كما تحدث عن اتفاق على إزالة العقبات أمام زيادة الاستثمار والعمل المشترك بين الجزائروتركيا.من جانبه قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،إن المباحثات بين الطرفين قد توصلت إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى أعلى من 5 مليار دولار. مبرزا أن البلدين قد اتفقا أيضا على تنفيذ ما تم التوصل إليه بخصوص الأزمة في ليبيا. كما تحدث عن موافقته على منح تركيا قطعة أرض لتشييد مقر جديد لسفارتها كما أعلن عن فتح الجزائر مركزا ثقافيا في تركيا.وأفاد تبون، أن المباحثات بين ونظيره التركي، توصلت إلى تبادل الزيارات بين البلدين لتعميق التعاون الثنائي، مع الإبقاء على التواصل الدائم بين وزير خارجية البلدين.وتعد زيارة أردوغان الثالثة للجزائر، حيث أجرى في 19 نوفمبر 2014 زيارة رسمية ، وجاءت زيارته الثانية في فيفري 2018 لتعزز أكثر العلاقات بين البلدين خاصة الاقتصادية. للإشارة تأتي زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر أياما فقط عقب الندوة الدولية حول ليبيا في برلين التي شارك فيها الرئيسان عبد المجيد تبون والتركي اردوغان في 19 جانفي المنصرم. كما تأتي الزيارة غداة اجتماع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر يوم الخميس، وهو اللقاء الذي أكد على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار، معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم ، بعيدا عن أية تدخلات أجنبية . كما تأتي زيارة اردوغان الى الجزائر من اجل إعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى جانب التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك, حيث يراهن البلدان على علاقات اقتصادية أقوى، من خلال الزيارات المتبادلة التي أثمرت بمشاريع واتفاقيات عديدة في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة والبناء والثقافة. ومنذ ماي 2006، ترتبط الجزائروتركيا بمعاهدة صداقة وتعاون ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين, ورفع نسبة الاستثمارات التركية في الجزائر، وسط توقعات بأن تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما «طفرة جديدة» في السنوات المقبلة بما أن الجزائر تعتبر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية.