أكد عدد من مهندسي البرمجيات في ولاية عنابة ل “آخر ساعة” عن نجاحهم في تطوير برامج من شأنها إحداث ثورة في قطاع الصحة بولاية عنابةوالجزائر ككل وذلك من خلال سماحها برقمنة كامل القطاع وهو ما سيسمح في ربح الكثير من الجهد والوقت سواء بالنسبة للأطباء، المرضى أو الإداريين. تمكن مهندسون في مكتب الدراسات المختص في الاستشارة والتطوير في الإعلام الآلي “خدمة تيك” الذي يتخذ من ولاية عنابة مقرا له من تطوير عدد من البرامج الإلكترونية الخاصة بقطاع الصحة وذلك في إطار سعيهم للمساهمة في تقديم يد العون في تطوير هذا القطاع الحساس الذي أعلن رئيس الجمهورية مؤخرا عن إحداث تغيير جذري فيه على جميع الأصعدة ومن بينها إدخال الرقمنة، حيث أوضح مدير المكتب في تصريح ل “آخر ساعة” أنهم أطلقوا قبل حوالي الشهر تطبيق على الهواتف الذكية خاص بالمنصة الصحية “ديزاد دوك” التي فازت سنة 2016 وهي سنة إطلاقها بجائزة أفضل موقع إلكتروني صحي في الجزائر وذلك خلال تظاهرة “ألجيريا ويب أواردس”، حيث يمكن من خلال هذه المنصة حجز موعد عند أي طبيب عبر الإنترنت دون الحاجة للتنقل إليه وتلقي تنبيه عبر رسالة نصية قصيرة لتذكير المريض بالموعد عند اقتراب وصوله ورسالة في حال قيام الطبيب بتأجيل الموعد أو إلغاءه وكل ذلك مجانا، ووفقا للمتحدث فإن استخدام المرضى وذويهم لهذه المنصة تضاعف منذ بداية أزمة وباء كورونا، بعد أن مكنتهم المنصة من التواصل مع الأطباء دون الحاجة للتنقل لهم، كما أوضح مدير المكتب بالقول: “التحديثات القادمة للتطبيق سيتضمن الكثير من الإضافات الهامة والتي ستسهل عمل الأطباء وتخلص المرضى من عدة متاعب”. “هذه هي الإضافات التي سيعطيها مشروعنا الإلكتروني لقطاع الصحة” أما بخصوص مشاريعهم الجديدة التي عملوا عليها والتي أرادوا من خلال المساهمة في نفض الغبار عن قطاع الصحة الذي كشف وباء كورونا بأنه يعاني كثيرا فقال مدير “خدمة تيك”: “قبل حوالي عامين قدمنا مشروعا لمدير الصحة يتعلق برقمنة قطاع الصحة في ولاية عنابة، وقتها أثنى المدير على المشروع ولكنه أخبرنا بأن المصادقة على مثل هذه الأمور تتم على المستوى المركزي”، وأضاف: “المشروع تضمن رقمنة المركز الاستشفائي الجامعي من خلال عملية حجز المواعيد فهناك من يأتون من أماكن بعيدة وخصوصا مرضى السرطان ومعهم ملف طبي وقد يفاجؤون بأن موعدهم أجل، لكن من خلال المنصة التي قمنا باستحداثها فإن كل المعلومات تكون مرقمنة انطلاقا من المواعيد مرورا بنتائج الفحوص والأشعة ووصولا إلى كل المعلومات بالمريض والتي تظهر للطبيب المعالج بضغطة زر واحدة وهو ما سيساهم في ربح الوقت والجهد وسيكون أكثر من إيجابي في الحالات المستعجلة حيث يمكن للطبيب الإطلاع على نتائج التحاليل والأشعة مباشرة بمجرد صدورها وهو غرفة العمليات”، كما أضاف المتحدث بخصوص هذه المنصة: “كل المعلومات الخاصة بالمريض تخزن إلكترونيا وفي حال عاد مستقبلا بعد أشهر أو سنوات فإن أي طبيب يمكنه الإطلاع على ملفه الطبي الإلكتروني ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالمريض وهو ما يشكل فائدة كبيرة للطبيب والمريض على حد سواء ويقضي أيضا على احتمال ضياع الملف”، أما بخصوص المشاريع الجديدة التي عملوا عليها فقال مدير المكتب ل “آخر ساعة”: “لدينا مبادرة جديدة تتمثل في منصة خاصة بالطب عن بعد، وجدنا أن العديد من الأطباء أغلقوا عياداتهم بعد دخول فيروس كورونا إلى الجزائر وهم ما جعل المرضى يعانون، خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة، حيث خلق هذا الوضع مشكل اتصالي بين المريض وطبيبه، 60 بالمائة من مرضى ضغط الضم على سبيل المثال يقدم لهم أطبائهم نفس الوصفات تقريبا دوريا ولذا لا يوجد هناك حاجة لتنقلهم للعيادات في كل مرة ويمكن الاستعانة بهذا التطبيق”، وأضاف: “هذا التطبيق أو المنصة الإلكترونية فريدة من نوعها في الجزائر ومتطورة كثيرا فالتجارب التي قدمت مؤخرا تتعلق بالتواصل عبر تطبيقات “فايبر” و”سكايب”، حيث تضمن المنصة سرية كبيرة لمعلومات المرضى والأطباء، توفر ملفات إلكترونية، الاتصال بين الطبيب والمريض يكون سمعي بصري ويكون في أمان إلكتروني تام، كما أن هذا التطبيق فيه حتى إمكانية الدفع عن بعد عن طريق الهاتف النقال وذلك في حال قبل مشغلو الهاتف النقال الفكرة”. “لدينا أيضا مشروع لتطوير الإدارات العمومية ونأمل أن يفتح لنا الوالي بابه” في سياق ذي صلة، أكد مدير مكتب “خدمة تك” ل “آخر ساعة” أن الأزمة الحالية التي تسبب فيها وباء كورونا ستعطي دفعة كبيرة لعملية رقمنة قطاع الصحة وخصوصا المستشفيات العمومية التي قال بأن تطورها أصبح أكثر من ضرورة ولكنه عبر عن أمنيته في أن يتم سن نص قانوني خاص بالطب عن بعد وألا يتم الاستماع للمطورين في الجزائر العاصمة فقط وأن يحدث الأمر ذاته في باقي الولايات، أما بخصوص مشاريعهم الأخرى التي عملوا عليها فقال المتحدث: “لدينا أيضا مشروع لتطوير عمل مختلف الإدارات العمومية، حيث يضمن هذا المشروع الإلكتروني أكبر قدر من الشفافية في مختلف المعاملات الإدارية بالإضافة إلى تمكين المواطن من حجز موعد مع أي مسؤول إلكترونيا”، قبل أن يختتم حديثه بالقول: “سنسعى لمقابلة الوالي هذه الأيام ومدير الصحة لوضع مشاريعنا على مكاتبهم وشرحها لهم على أمل إعطاءنا الدفعة اللازمة لتنفيذها على أرض الواقع”.