عقب كل الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة لكبح انتشار الفيروس التاجي بالجزائر، ها هو لا وعي ولامبالاة واستهتار أغلب المواطنين في عدم تخليهم عن بعض عاداتهم الاحتفالية التي تقتضي على الأقل حضور 100 شخص في الوقت العصيب التي نمر به، يتسبب في ارتفاع قياسي في معدلات الإصابة بكوفيد19 لما يتخللها من احتكاك واختلاط مباشر بين الناس ، حيث تسببت التجمعات العائلية منها العزائم الأسبوعية وحفلات الأعراس والزيارات في ارتفاع رهيب في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد والتي بلغت أوجها يوم الخميس ب 385 إصابة في 24ساعة في حصيلة يومية قياسية، حيث تعد أعلى حصيلة تسجل منذ بداية انتشار الفيروس التاجي في بلادنا شهر مارس الماضي . وعلى الرغم من أن خطر الوباء لايزال قائما، يمارس معظم الجزائريين حياتهم بشكل عادي ما بين تسوق، وتنظيم أعياد الميلاد وحضور حفلات الزفاف والختان وكذا مجالس العزاء ،ضاربين عرض الحائط بتوصيات وزارة الصحة بالتزام التباعد الاجتماعي واحترام التدابير الوقائية من كوفيد 19 على غرار ارتداء الكمامات، ورغم تشديد سلطات البلاد على التزام التباعد الاجتماعي وعدم إقامة الأعراس "حظر التجمعات العائلية" إلى غاية انتهاء كورونا نظرا للأوضاع الصحية التي تمر بها البلاد للحد من انتشار الجائحة، لما تشكله من خطر على صحة الفرد و العائلات بسبب كثرة الحضور وعدم ترك المسافة بينهم والمصافحة والعناق والتقبيل، ما يتسبب في سرعة انتشار العدوى، إلا أن الكثيرين يقيمون حفلات وولائم بحضور عدد كبير من الأحباب والأصدقاء. في ظل تسجيل عدد كبير من الإصابات بالفيروس وسط العائلات خلال الأيام الأخيرة بسبب تنظيم حفلات الزفاف وعدم التزام التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبدالرحمان بن بوزيد ، قد أعلن عن ، أن ما نسبته 25بالمائة الى 30بالمائة من الإصابات بالجائحة هي إصابات ناجمة عن الأعراس والجنائز ، مشددا على تجنب التجمعات مهما كان نوعها في هذا الوقت الحساس الذي يشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة بالفيروس التاجي. وفي هذا السياق قالت امينة معلقة على أحد الأعراس الذي كان في بث مباشر على الفايسبوك، بأن إقامة الأعراس في هذه الفترة التي عادت فيها عدوى الفيروس إلى الواجهة وبقوة يعد جريمة حقيقية، فحضور مصاب واحد وهو مخفي مرضه إلى هذا العرس كفيل بإحداث كارثة إنسانية، داعية إلى مزيد من الحذر واليقظة واتباع توصيات وزارة الصحة كون أن مكافحة الوباء تقع على عاتق الجميع.