بعد أن تعود معظم الجزائريين على أخذ عطلتهم السنوية في فصل الصيف لقضائها في مختلف الأماكن السياحية والشواطئ التي تزخر بها الجزائر أو السفر إلى دولة أخرى للترويح عن النفس والتزود بطاقة إيجابية تنسيهم عمل وشقاء و تعب السنة، ها هو صيف هذه السنة يأتيهم مغايرا لا يشبه غيره من مواسم الاصطياف الماضية، حيث طغى عليه طعم المرارة والألم والحزن والانعزال بسبب تفشي فيروس كورونا المنطلق من سوق المأكولات بمدينة ووهان الصينية أواخر شهر ديسمبر الماضي، الذي فرض عليهم الالتزام بالحجر المنزلي والتقيد بالتوصيات والتدابير الوقائية من الجائحة ، ما أدى بهم الى الشعور بالملل والاكتئاب وسوء حالتهم ، متسائلين عن تاريخ رحيل الفيروس التاجي الذي غير واقع العالم بأكمله بعد ان تسبب في بث الرعب في النفوس البشرية بإحصائه أكثر من 529 ألفا من الموتى وأكثر من 11 ملايين إصابة وأسفر عن موت 968 شخصا وإصابة 16879 شخصا في الجزائر منذ بداية تفشي الوباء. ضجر، ملل، قلق، إرهاق نفسي وخوف من المجهول الذي ينتظرهم بسبب ارتفاع الحصيلة اليومية لانتشار كوفيد أو ما صار يعرف بعدو البشرية الذي بلغت إصاباتهم رقما قياسيا وصل يوم أمس إلى 475 إصابة في أربع وعشرين ساعة، جعل معظم الجزائريين الذين يتحلون بالوعي والحذر ، يفضلون البقاء حبيسي المنازل بين أربعة جدران لاسيما النسوة منهم، على الذهاب في نزهة إلى الغابة لكسر الروتين والملل الناتج عن العزلة الصحية في الوقت المسموح به أو الذهاب لاستنشاق نسمة البحر مثلما يفعله عدد أخر من الجزائريين الذين لم يتحملوا فكرة قضاء الصيف بعيدا عن البحر رغم علمهم بإحتمالية أن يساهم ذلك في انتشار العدوى بالفيروس الذي أضحى يهدد حياة الجميع ، مبررين تواجدهم في اليم رغم منعه من طرف السلطات في البلاد بالتعب النفسي. وعدم تحملهم البقاء في المنازل أكثر من ذلك، مؤكدين بأنهم يلتزمون في كل مرة ينزلون فيها الى الشاطئ بمسافة تقترب إلى الثلاثة أمتار بين الأشخاص المتواجدين هناك لمنع انتشار المرض القاتل.وفي هذا السياق قالت أمال في سؤال نشر على إحدى صفحات العالم الأزرق والذي مفاده" هل تعانون من الاكتئاب والملل بسبب كورونا التي حرمتكم من البحر؟"، قالت أن "كوفيد 19حرمنا من متعة الحياة وحبسنا في البيوت وجعلنا نخاف حتى من الهواء الذي نتنفسه، صراحة التعب النفسي ينال منا لاسيما مع الاستماع لنشرات الأخبار ورؤية الارتفاع القياسي لعدد الإصابات، وأضافت نسأل الله أن يرفع عنا هذا الوباء لأننا تعبنا ونودوا أن نعود إلى الحياة الطبيعية التي كنا ننتقدها في أحيان كثيرة. وكشف لمين بأنه رغم انتشار الفيروس بشكل مخيف في الولاية الساحلية التي يقطن بها إلا أنه يمارس حياته بشكل عادي ، بحيث يتنقل إلى مكان عمله بسيارته في الصباح الباكر ثم يعود في الساعة الرابعة مساء إلى البيت ومن ثم ينزل ليتمتع بالطقس وسط الرمل والبحر والشمس الحارقة بحكم قرب البحر من مسكنه الذي لا يبعد سوى كيلومترات عن بيته، مؤكدا بأنه ملتزم بكل إجراءات الوقاية من كورونا على غرار التباعد الجسدي وارتداء القناع الواقي واستخدام معقم اليدين كل عشر دقائق حسبه.من جهتها قالت نسرين، بأنها ربة بيت وام لثلاثة بنات، لم تغادر بيتها منذ شهر مارس، بحيث التزمت بالحجر المنزلي الكامل خوفا من المرض على نفسها وعلى عائلتها، مبرزة بأن زوجها بحكم عمله في القطاع العام هو ملزم بالخروج والذهاب لعمله، غير أنه يمتثل لكل توصيات وتعاليم وزارة الصحة فيما تعلق بالوقاية من الوباء، وأضافت بأنه ارتأت هي وزوجها الذي عودها على قضاء العطل الصيفية في المدائن المطلة على البحر في مختلف الولايات الساحلية الجزائرية، على غرار تيبازة، بومرداس، عنابة، سكيكدة وجيجل، ،الامتناع من الذهاب إلى البحر وتمضية الأوقات مع العائلة والقيام بنشاطات بيتية واكتساب مهارات جديدة على غرار تعلم اللغات أو فن الرسم أو حفظ القرآن الكريم، وتأجيل العطلة الصيفية إلى العام القادم، داعية الجزائريين إلى التزام بيوتهم وعدم الذهاب إلى البحر لأنه يشكل أكبر خطر لانتقال عدوى الفيروس حسبها.