-الفحوصات الخاصة بالكشف عن الفيروس لمن استطاع إليها سبيلا -مخابر تستثمر في الأزمة الصحية بشعار..موت يا الزوالي -منظمة حماية المستهلك تطالب السلطات بالتدخل العاجل للحد من هذه الممارسات استغل الانتهازيون وهواة الربح السريع الظرف الصحي الصعب الذي تمر به الجزائر في الوقت الراهن على غرار بقية دول العالم الفرصة لتحقيق أموال طائلة على حساب صحة المواطنين البسطاء،وذك من خلال الاستثمار في وسائل الوقاية من وباء كورونا وحتى الوسائل الخاصة بالفحص والعلاج.ليتركوا أنبل خصال الانسانية ومكارم الأخلاق وراء ظهورهم في سبيل تحصيل المال،وذلك بمضاعفة الأسعار،ما زاد من معاناة المصابين بفيروس "كورونا" وذويهم خلال رحلة البحث عن علاج لهذا الفيروس القاتل.ولعل الأمثلة على صور الاستغلال البشع لتجار العار كثيرة خاصة فيما يتعلق بوسائل الاسعاف كالأوكسجين مثلا وحتى بالنسبة للمخابر التي رفعت من أسعار الفحوصات الخاصة بالكشف عن الكوفيد الى السماء السابعة ليكون المواطن البسيط صاحب الدخل الضعيف هو الضحية أولا وأخيرا.وفي هذا الصدد اقتربت "أخر ساعة" من بعض المواطنين الذين كانت لهم تجربة مع مثل هؤلاء الانتهازيين على غرار السيدة "ليلي.س" من بومرداس التي التقينا بها على مستوى مستشفى الثنية والتي تحدثت عن معانتها في رحلة البحث عن قارورة أكسجين لوالدتها إثر إصابتها بفيروس كورونا،حيث وجدت اعلانا على أحد صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لشخص يقوم بعملية بيعها قبل أن تستدل على أخر يقوم بكراء قارورة أكسجين بمبلغ 2000 دج لليوم الواحد،شرط أن تدفع مقابل أسبوع كامل دون أذنى مراعاة للظروف الصعبة التي تمر بها رغم تأكيدها أنها روت له تفاصيل يوميتها المثقلة بالهموم والمصاعب مع والدتها منذ اصابتها بالفيروس اللعين.وتعتبر السيدة "ليلى.س" عينة لمن تمكن من الحصول على قارورة أكسجين في حين يوجد آخرون ممن التقينا بهم بعد شفائهم من مخلفات الفيروس اللعين نقلوا لنا معاناتهم مع صعوبة التنفس،وعدم تمكنهم من حجز مكان في غرفة الإنعاش في المستشفى لوصلهم بقارورة الأكسجين،وهو ما زاد وضعهم تأزما.ولم يجد أفراد عائلاتهم من حل سوى اقتنائها لهم,إلا أنهم صدموا بأسعارها الخيالية التي بلغت 20 مليون سنتيم،وهو حال الكثير من الجزائريين على غرار الشاب محمد الامين من العاصمة الذي بحث عن شراء قارورة أكسجين لوالدته التي تعاني من الربو قبل ينال منها الفيروس التاجي المستجد،إلا أنه لم يتمكن من شرائها نظرا لسعرها الخيالي,حيث عرض عليه أحد التجار بيعها له مقابل 17 مليون سنتيم ،وكشف محمد الامين خلال دردشتنا معه أنه يعرف شبابا اشتركوا في جمع مبلغ من المال لاقتناء قارورة أكسجين من أجل كرائها لمرضى الكوفيد،بما أن الأمر سيدر عليهم مبلغا لا بأس به في كل مرة يقومون بهذه العملية.وفي مقابل هذه الأفعال التي أقل ما يقال عنها أنها لا انسانية يوجد جانب مشرق في اشخاص يعتبر المال أخر همهم وأملهم فقط أن ينالوا رضا الرب من خلال المساهمة في تخفيف ألام وأهات المرضى ممن نال منهم هذا الفيروس القاتل,حيث أطلق شباب من بلدية الكاليتوس في العاصمة مبادرة لاقتناء قارورات الأكسجين ونصب خيم لمرضى الكوفيد الذين يعانون صعوبة التنفس.المبادرة حسب أحد القائمين عنها الذي رفض أن يذكر اسمه أو حتى أن تتم الاشارة اليه لأنه يحتسب عمله لوجه الله سبحانه وتعالي،جاءت في ظل الارتفاع الرهيب لعدد الاصابات بفيروس كورونا في بلدية الكاليتوس،التي أضحت بؤرة من بؤر الوباء في العاصمة.وبخصوص نجاح الفكرة،قال إنهم بصدد جمع المال من الخيرين،الذين استحسنوا الفكرة ورحبوا بها اضافة الى الكثير من رجال المال والأعمال والأغنياء المنطقة وحتى ميسوري الحال،مبديا تفاؤله بنجاحها،باعتبارها جاءت لهدف نبيل.من جهته تأسف رئيس المنظمة الوطنية لحماية و إرشاد المستهلك مصطفى زبدي في تصريحات صحفية لجشع بعض الانتهازيين،الذين استغلوا جائحة كورونا لتحقيق الربح السريع دون مراعاة الظرف الصحي الصعب والقدرة الشرائية المتدهورة للمواطنين الجزائريين ،مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على الافراد بل تعداه إلى عيادات ومخابر خاصة،قررت مضاعفة تسعيرة الفحص والكشف بالأشعة،حيث وصل الفارق إلى 50 بالمائة بين مخبر ومخبر آخر.وأوضح زبدي أن تضاعف أسعار قارورات الأكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من الوسائل العلاجية الضرورية ضد فيروس كورونا، مؤشرات توحي بأن هناك من يستثمر في هذه الأزمات،مؤكدا تلقيهم العديد من الشكاوى من طرف مواطنين تعرضوا للاستغلال من طرف بعض التجار أو بعض مصاصي دماء الفقراء والمحتاجين,داعيا السلطات الى التدخل من أجل وضع حد لمثل هذه التصرفات التي وصفها بالمشينة.