في الوقت الذي أكد فيه وزير السكن على مواصلة الحكومة الجزائرية لسياستها الرامية لدعم السكن الريفي من خلال منحها ل"450" ألف استفادة من السكن المذكور على المستوى الوطني خلال البرنامج الخماسي الجاري ورغم التسهيلات التي سنتها الجهات الوصية في سبيل الحصول على السكن الريفي من خلال حذفها لبعض الوثائق التي كانت ضمن ملف الاستفادة والتي لطالما وقفت كحجر عثرة في وجه الراغبين في الانتفاع من الصيغة المذكورة لازالت العائلات المعوزّة بمختلف بلديات جيجل الثمانية والعشرين تعاني الأمرّين في سبيل الاستفادة من السكن الريفي الذي يعرف إقبالا كبيرا من قبل هذه العائلات التي وجدت فيه الحل الأمثل لتحسين ظروف معيشتها في ظل استحالة حصولها على سكنات في إطار الصيّغ الأخرى وهشاشة معظم البيوت الريفية المتواجدة بمختلف القرى والمداشر الجيجلية والتي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية . وقد عبر العديد من أرباب العائلات المذكورة في اتصالهم "بآخر ساعة" عن تذمرهم من الشروط التي تفرضها السلطات على الطامحين في الاستفادة من الإعانة المالية المخصصة للسكن الريفي حيث يجد هؤلاء أنفسهم ملزمين بتدبير المبلغ المالي الضروري لمباشرة الأشغال والذي لا يقل في أحسن الأحوال عن عشرة ملايين سنتيم أو التوسل لباعة مواد البناء من أجل منحهم هذه الأخيرة مجانا على اعتبار أن السلطات تشترط على المستفيدين انهاء أشغال التهيئة وكذا قاعدة البيت أو ما يعرف في لغة البنائين ب"لابلاط فورم " قبل تسريح الشطر الأول من الإعانة المالية المقدرة ب(70) مليون سنتيم مما دفع بالكثير من العائلات الفقيرة حسب المعنيين إلى التخلي عن ملفات الاستفادة بفعل عجزها عن تدبير المبلغ الضروري لمباشرة الأشغال ومنها من تحصلت على وثيقة الاستفادة دون أن تباشر أشغال بناء البيت الجديد مما حرمها آليا من الاستفادة المذكورة بعد انقضاء الآجال المحددة لمباشرة الأشغال . وقد طرح محدثو "آخر ساعة" مشكلا آخر حال دون استفادة بعض العائلات من الإعانة المالية الخاصة بالسكن الريفي ويتمثل في صعوبة إيصال مواد البناء إلى مواقع الورشات بفعل صعوبة التضاريس وكذا العزلة الكبيرة التي تعاني منها هذه العائلات وهو ما يحول دون وصول الشاحنات والجرارات التي تنقل المواد المذكورة إلى مواقع الأشغال وحتى وان وصلت فان ذلك يتم بصعوبة بالغة مما يدفع بأصحاب هذه العربات إلى رفع تسعيرة النقل التي تخصم بالضرورة من الإعانة الممنوحة ومن ثم الحيلولة دون تغطية تكاليف البيوت الجديدة التي تتكون في أغلبها من غرفتين وفق ما ينص عليه المخطط الخاص بهذه البيوت وهو ما يفسر لجوء بعض العائلات إلى حلول تقليدية من خلال استعمال الأحمرة في نقل مواد البناء وحتى النسوة اللاتي يكابدن الويلات في سبيل نقل أكياس الإسمنت والآجر وحتى الرمل على مسافات تصل أحيانا إلى أكثر من ألفي متر وذلك من خلال حمل هذه المواد الثقيلة فوق رؤوسهن و السير بها وسط دروب صعبة لا تقوى على عبورها حتى الحيوانات المفترسة . م/مسعود