تتعرض المناطق العذراء والجميلة في جبال سرايدي لاعتداءات صارخة ويومية في الآونة الأخيرة بعد الحركة الكبيرة التي عرفتها في الأشهر الأخيرة بعد تزايد عدد الرحلات السياحية والتخييم في الغابة المنظم من طرف المجموعات والجمعيات وبعض الشبان الذين يعرفون المنطقة ويعشقون الطبيعة، وتبقى النقطة السوداء في هذه الرحلات المنظمة التصرفات الغير مسؤولة من طرف الكثيرين الذين يخلفون ورائهم أطنان من الأوساخ والفضلات والقارورات البلاستيكية وبقايا المأكولات والكرتون، فعوضا أن يحافظوا على نظافة المكان وجمالهم فأنهم يعمدون في كل مرة لرمي الأوساخ بطريقة عشوائية، وسبق لجمعية الدراجة الخضراء وأن دقت ناقوس الخطر وقامت بحملة نظافة لمناطق غابية في بوزيزي بسرايدي، ورفعت العديد من الشعارات المناهضة لمثل هذه التصرفات الغير حضارية على غرار " في الغابات، الحيوانات لا تلوث لكن البشر يفعلون،نتمنى ان تتصرفوا كالحيوانات" و"الغابة تحبوها وعلاه توسخوها" ، كما يوجد بعض المواطنين الذين تجاوزوا كل النقاط الحمراء ويعمدون رمي الركام والأحجار في قلب الغابة بطريقة غير لائقة وخفية خاصة أن مثل هذه التصرفات يمكن أن تعرضهم للمتابعة القضائية، وأجمع الكثيرون على ضرورة التصرف بحزم مع مثل هذه التجاوزات وضرورة تفادي الرمي العشوائي للأوساخ من طرف كل من ينظمون رحلات سياحية إلى الغابات وجبال سرايدي لكي تبقى نظيفة وتتحول إلى وجهة سياحية بامتياز لكل من يزور مدينة عنابة وبمثابة فضاء يرتاح فيه عشاق الطبيعة والبيئة، ويعلم الجميع أن انتشار "البلاستيك" والزجاج في الغابات قد يتسبب في كوارث حقيقية خاصة في فصل الصيف حيث اعتبرت مصالح الحماية المدنية في تقاريرها المتعلقة بالحرائق أن سببها الرئيسي هو العامل البشري والمخلفات التي يتركها المواطنون في الغابات.