أكدت الأخصائية في علم النفس إيناس جمعي أن القلق في الجزائر حالة مرضية تلم بجميع فئات المجتمع الجزائري بدءا من المراهق إلى آخر عمود في المجتمع ،وهو على ذلك تقول يتسبب في خلق أمراض بسيكوتوماتية وأردفت أن الحالة النفسية تتغلب على الحالة الفيزيائية و عليه فإن الاهتمام بالجانب النفسي للمريض قبل العضوي أضحى أمرا لازما في مجتمعنا الذي لا يزال يجهل قيمة الطب النفسي في العلاج .خاصة وأن الدراسات قد انتهت إلى أن القلق وراء الإصابة بأكثر من 20 مرضا عضويا يعاني منه الشخص خلال فترة من فترات حياته على غرار آلام المعدة والقولون و ارتفاع الضغط وأمراض القلب ليصل بذلك إلى أخطرها كبعض أنواع السرطانات في الوقت الذي أثبتت الدراسات أن الإنسان كثير القلق يظهر للناس أكبر من عمره الحقيقي ب20 عاما على الأقل بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد المرضى بالاضطرابات النفسية والقلق إلا أن أهل الاختصاص يؤكدون أنه المرض الأكثر شيوعا في الآونة الأخيرة في العالم فالقلق إحساس طبيعي عند الإنسان يحس به في أي وقت فكل إنسان يحمل همومه ويواجه ضغوطات في العمل وفي البيت تجعله عرضة لهذا المرض بحيث أن منشأ الاضطرابات النفسية مرده اضطراب في وظيفة الجهاز العصبي وتحديدا الدماغ والذي ينتج عنه خلل في بعض المواد الكيميائية الموجودة طبيعيا في المخ خاصة وأن القلق قد يؤدي إلى تغيير في طبيعة العادات الغذائية الشخص كالرغبة الشديدة في الأكل أو فقدان الشهية تماما و في هذا الصدد فقد أكدت الدكتورة أن اغلب الناس يعتقدون أن الأمراض النفسية ليست ذات تأثير خطير وإذا كان ثمة تأثير فهو لا يصل إلى درجة الخطورة القصوى لذلك فمعظم الأشخاص لا يهتمون بصحتهم النفسية بل لا يثقون في الطبيب النفسي ويعتبرون كل من يتردد إليه مجنون إلا أن كل واحد منا معرض لضغوطات الحياة فنظرا لتعقيدات الحياة ومتطلباتها والمشاكل اليومية يجد المواطن نفسه يواجه حالة من الضغط الشديد فدخول التكنولوجيا في حياتنا زاد من حدة الأمر وفي هذا السياق فقد كانت لنا دردشة صغيرة مع بعض الأشخاص في هذا الموضوع حيث تقول (ل.ك ) 25 سنة أن الإحساس بالقلق شعور يلازمني كل يوم فبمجرد أن أفتح عيناي في الصباح ليبدأ دماغي في التفكير عن هذا وهذا فالضغط و القلق يحاصرك من كل جهة سواء في العمل أو البيت أو في الشارع فحياتنا اليوم لم تعد بسيطة مثل السابق فدخول التكنولوجيا في تفاصيل حياتنا وبالأخص الهاتف المحمول وهو ما يعني سهولة الوصول إليك في أي وقت جعل الأمر أكثر تعقيدا وهذا ما يجعلنا في حالة قلق دائم والفشل أحيانا يؤدي إلى الإحساس بالقلق الذي لا يزول إلا بزوال أسبابه ويمتد حتى للمنزل وربما يستحوذ على الفرد فيصبح في الأخير عصبيا و لا يطاق من جهة أخرى تقول الآنسة ( ع.ز) 35 سنة عندما أخلد للنوم فإنني أحس بضغط نفسي كبير وتفكير متواصل يدوم لساعات ينجر عنه انقطاع متواصل عن النوم وأصبح في حالة من الأرق وأحيانا أحس بتغييرات فيزيولوجية تحصل في جسمي كالتصبب بالعرق أو البرد الشديد أو الإحساس بالخوف من المستقبل المجهول أما السيد (ع.ل) 45 سنة موظف بإحدى المؤسسات العمومية يقول أنه كلما كبر الإنسان كلما زاد القلق والضغط النفسي معه فازدياد المسؤوليات خاصة مع ارتفاع القدرة الشرائية والغلاء الفاحش في متطلبات الحياة التي تزداد يوما بعد يوم في الوقت الذي أنا دوما منشغل التفكير وقلق بما سيحدث غدا ما يجعلني كثير النرفزة على أبسط الأشياء وفي سياق متصل فقد أوضحت الأخصائية النفسية إيناس جمعي أن الأعراض التي تصاحب القلق هي في مجملها أعراض نفسية مثل الخوف غبر المبرر من الآخرين والذعر والوسواس القهري والضغط العصبي والخوف من فقدان السيطرة على الأمور إضافات إلى أعراض عضوية كزيادة ضربات القلب والآلام في الصدر والتعرق والارتعاش أو الاهتزاز وضيق التنفس والإحساس بالاختناق والغثيان وآلام في المعدة والقولون والدوخة ودوران في الرأس والتنميل والإحساس بالبرد الشديد أو الحرارة الشديدة في الأطراف إضافة على عدم القدرة على النوم والتوتر الشديد وعدم القدرة على الأكل لذلك فإن الأطباء النفسانيين يحذرون كل شخص بأخذ الحيطة والحذر من الانسياق في متاهات وغلق كل الأبواب في وجه الحلول فيجب أن لا ينظر الإنسان إلى الأشياء المزعجة والتي تسبب ضغوطات نفسية فبالرغم من المشاكل في حياتنا فإنه يوجد أشياء جميلة حصلت وستحصل في حياتنا ومن الأفضل دوما التفكير في الأحسن والأفضل . ن.فيروز