سلوى لميس مسعي رست ببهو دار الثقافة بعنابة مآت اللوحات التشكيلية بعد أن كسرت الخرائط والحدود لتحلق في سماء بونة وتطبع بصمتها بالمشاركة ضمن اللقاء المغاربي الثاني الذي انطلق أول أمس بعناب وتم افتتاحه من قبل والي الولاية محمد الغازي والقنصل العام الفرنسي والقنصل العام الروسي والسيد مدير الثقافة ووفد ثقافي وإعلامي مرافق ووسط حضور جماهيري مكثف شمل الضيوف الوافدة من ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وفرنسا إلى جانب ثمانين فنانا من عنابة هذا وسجل الحاضرين تنوع اللوحات المشاركة وتحليقها في فضاءات متنوعة الرؤى منها من تروي الحياة اليومية لشعوب المغرب العربي الكبير ومختلف المراحل التي أثرت في يومياته وترابط هذه الحياة وتشكلها في لوحة واحدة تعبر عن هواجسهم وأفكارهم، أحلامهم وأمنياتهم، ولوحات أخرى تسرد حكايا إفريقيا وتساؤلات شعوبها ومعاناتهم وغناءهم بالموروث الشعبي الغني بالامتيازات. هذا وحسب بعض الفنانين التشكيليين فإن اللوحات المشاركة من الهند فتحت لهم نافذة واسعة على عوالم الفن التشكيلي في قارة آسيا، كما نقلت توجهات فنانيها وكوامنهم التي لا يبوح بها سوى اللون والريشة، ما جعل كل لوحة تتمتع بخصوصية المدارس، المتأثرة بها، وفي كلمته الإفتتاحية التي ألقاها مدير الثقافة في الرواق الذي خصص للبيت العنابي قال بوذيبة عن هذا الملتقى: "إن الفن هو الذي سيجوهر وعيننا ويعيد لهذا العلم توازنه وحلمه مهما يقولون بأن الشتاء قد صار أكثر ضراوة وقساوة فإننا نقول إن الربيع سيكون أيضا أكثر فتنة وجمالا، وأن سماء عنابة ستكون أكثر زرقة وقربا ومهما يقولون بأن الريح أصبحت أكثر عفوا وشراسة وتجريحا لأصابعنا فإننا نقول إن من يفزع الوردة ستفضحه الملائكة وأن وجه بلادي ملاك طاهر وان حفلة البؤس ليست أبدية، فلنقتبس إذن مجازات أخرى للتفاؤل ولنغرس كالنادي في كيمياء الوقت، لعل هذه الفضاءات التشكيلية المترفة ستمتد أكثر في أقاصي العين والبصيرة.