يتحدثون بسكيكدة عن مشاريع وأغلفة مالية وفائض بالميزانية، لكن لا حديث عن دار للصحافة مع العلم أن المقر القديم به كل شيء إلا الصحافة.الواضح أن سكيكدة لا تعاني من غياب المال مما دفع بمسؤوليها إلى الاستجابة لمنتخبي المجلس الولائي بإنشاء مقر للجمعيات، وخلال آخر دورة أكد والي الولاية سعيه إلى بناء دار وفق مخطط مثالي، أما أن مبلغ 11 مليارا المتوفرة غير كاف لتجسيد هذا المشروع مما يتطلب الانتظار قليلا. ورغم أن نصف إن لم يكن أكثر من مجموع عدد الجمعيات في حالة خمول أي لا أنشطة له بأرض الواقع، مما دفع بوالي الولاية إلى تشكيل لجنة لدراسة الجمعيات وإقصاء غير الناشطة من الدعم، رغم هذا تحتل نصيبا من اهتمام ممثلي الشعب الذين طالبوا بالاهتمام بها، لتتحول إلى مقر للزينة وبيت للأشباح خاصة أن جل الجمعيات تتنفس فقط وقت الحصول على الدعم المادي. بالمقابل لم يتم التعرض لمشكلة دار الصحافة بالولاية التي تضم مراسلين لأغلب الجرائد والذين يكتبون على الأرصفة ومحلات الهاتف العمومي بدل الحصول على مكتب محترم بدار تمثل الإعلام، والأكيد أن الكل يعرف أن سكيكدة تملك دارا للصحافة ولأسباب مجهولة طرد منها ممثلو الصحافة بحجج مختلفة أهمها عدم صلاحيتها وكونها آيلة للسقوط، لكن لحد اليوم فإن المبنى لا يزال قائما ليضم مكتبا لأبناء المجاهدين، مكتبا لضحايا الإرهاب، مكتبا لجريدة واحدة عمومية، وفيما خصص الطابق الثاني لمديرية السياحة فإن باقي المكاتب كانت من نصيب الجمعيات ليكون وجود دار للصحافة بسكيكدة مجرد شعار بعيدا عن الصحة. والأكيد أن ممثلي وسائل الإعلام بسكيكدة يقومون بدور جبار في إعلام المواطن ونقل غبنه ومعاناته للمسؤولين، إلا أن ذلك لم يشفع لها في الحصول على مقر لائق والأدهى أن ممثلي الشعب ومنتخبيه تجاهلوا الإعلام ليستغلوا أسطوانة مقر للجمعيات دون تذكر أهمية الصحافة وحقها في الاهتمام كباقي الجهات بالولاية والتي تحظى بدعم واهتمام لا مشروط. حياة بودينار