فجرت أمس صحيفة "الموندو" الصادرة في مدريد، قنبلة من العيار الثقيل ، لما أكدت أن عملية الإفراج عن الرهينتين الإسبانيتين من قبل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تمت بعد دفع اسبانيا لفدية مالية تقدر ب8.3 مليون أورو ، كما أكدت صحيفة"آ بي ثي " الاسبانية أن الفدية قدرت ب 10 ملايين أورو ، وهو ما يتنافى مع الأعراف الدولية الجديدة التي جرمت تقديم الفدية للإرهابيين تحت ا ضغط وكانت الجزائر أولى البلدان التي جرمت الفدية لأغراض إرهابية. وعلاوة عن استفادة الإرهابيين من الفدية، استجابت إسبانيا لمطلب مسلحي القاعدة المتعلق بالإفراج عن عمر الصحراوي أحد المتعاونين مع القاعدة والشريك الرئيسي في خطف الرهائن الأسبان في نوفمبر الماضي بموريتانيا، والذي اعتقلته موريتانيا خلال العملية العسكرية التي قادتها بدعم فرنسي في 22 يوليو الماضي ضد مجموعة من مسلحي القاعدة شمال مالي ، وسلمت موريتانيا بماكو،الصحراوي، برغم أصدرتها حكما يقضي بسجنه لمدة 12 سنة، وجرى التسليم كتمهيد لانجاز صفقة التبادل بين اسبانيا والقاعدة عبر وسيط من بوركينافاسو، وأفاد محمد ابن عم عمر فرد في عائلة عمر الصحراوي انه تم الإفراج عن قريبه، وقال "لقد أفرج عن عمر قبيل الإفراج عن الاسبانيين لقد رأيته بأم عيني". وقال الوسيط في قضية تحرير الرهائن الأسبان، المستشار مصطفى الإمام الشافعي مساعد رئيس بوركينافاسو بليز كمباوري إن عملية استلام الرهائن من مسلحي القاعدة تمت بسلام، ووجدت الرجلين في صحة جيدة، و توجهت رفقتهما إلى واغادوغو على متن مروحية تابعة للحكومة البوركيناية. بينما أكد صلاح أبو محمد المسؤول الإعلامي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في تسجيل صوتي بثته صحيفة "الباييس" الاسبانية أن " هذا درس على فرنسا أن تتعلمه "، مؤكدا "وفقنا الله لإيجاد تسوية ايجابية لملف الاسبانيين البرت بيلالتا وروكي باسكوال فتم يوم الأحد ال12 من شهر رمضان اطلاق سراحهما مقابل الاستجابة لبعض مطالبنا". وأضاف المتحدث باسم القاعدة "هذا درس يتوجب على الساسة الفرنسيين استيعابه جيدا مستقبلا, فقد كان بإمكانهم التعاطي بعقلانية ومسؤولية مع المجاهدين، وكان بوسعهم تفادي الرعونة والحماقة والغدر الذي جعلهم يتسببون في مقتل مواطنهم"، في إشارة منه الى العملية الموريتانية-الفرنسية الفاشلة التي نفذت في مالي في 22 يوليو الماضي والتي كانت تهدف الى الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو ، لكنها انتهت بمقتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، ودون تحرير الرهينة الفرنسي الذي أعلن التنظيم المسلح إعدامه بعد ذلك بيومين انتقاما لمقتل عناصره الستة. وأكد "ألبرت بيلالتا" أحد المتطوعين الاسبانيين الذين أفرج عنهما مباشرة بعد وصوله رفقة زميله الذي كان محتجز معه روكي باسكوال الى الى مطار برشلونة "انه يوم عظيم بالنسبة لروكي ولي انه يوم مهم بحق بالنسبة لنا لأننا احتجزنا لمدة تسعة أشهر في ظروف شاقة لكننا الآن نتمتع بالحرية ، مضيفا " لقد عاملونا جيدا كنا نعيش كما يعيشون ونأكل مما يأكلون وننام مثلهم"، موضحا أن الظروف الطبيعية في الصحراء هي التي كانت قاسية موضحا "لكن الظروف كانت شاقة للغاية في وسط الصحراء.. هم اعتادوا عليها لكننا نحن لم نعتدها." ووصل المتطوعان الإسبانيان ألبرت بيلالتا وروكي باسكوال إلى مطار برشلونة في تمام الساعة الحادية عشرة و23 دقيقة ليلا بتوقيت غرينتش بعد الإفراج عنهما من قبل القاعدة، وحطت الطائرة التابعة للقوات الجوية الاسبانية التي كان على متنها الرهينتان إضافة الى كاتبة الدولة الاسبانية المكلفة بالتعاون سورايا رودريغيث بالمطار قادمة من عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو. وكان في استقبالهما رئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا خوسي مونتيا وعمدة برشلونة جوردي إيريو. ليلى/ع