يعيش قاطنو حي " باسطوس " التابع لاقليم بلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس حياة مأساوية أقل ما يقال عنها أنها بدائية لم يعرف لها التغيير نحو الأفضل طريقا منذ أن وطئت أقدام تلك العائلات المنطقة، ولم يلمسوا بها أي تغيير ايجابي على المستوى المعيشي أو فرق يذكر بين ما يعيشونه حاليا و وضعيتهم منذ أكثر من 40 سنة، وهي الفترة التي قضاها هؤلاء في مواجهة العزلة و المعاناة،ناهيك عن النقائص المسجلة التي لم تؤخذ بعين الاعتبار لغاية الساعة بالرغم من الشكاوي و النداءات المتكررة. تتواصل معاناة سكان حي " باسطوس " المتواجد ببلدية هراوة مع مختلف أشكال البؤس والشقاء في ظل افتقاده للعديد من متطلبات العيش الكريم أبرزها المياه،الغاز الطبيعي و الطرقات التي وجد أغلبها في حالة يرثى لها،بحيث اشتكى السكان في هذا الصدد من حالة اللامبالاة والتماطل من طرف الجهات المسؤولة في إتمام عملية التهيئة التي مست بعض النواحي من الطريق دون إكمال الجزء المتبقي والذي أضحى يعرقل حركة المارة،أين يجد أصحاب السيارات صعوبة كبيرة في اجتيازه نظرا لتراكم الأتربة و الطين،كما كان لانعدام الغاز الطبيعي الأثر السلبي على حياة هؤلاء السكان الذين يفوق عددهم 400 عائلة،بحيث دفعهم غياب هذه المادة التي تدخل في عدد من الاستعمالات اليومية التنقل إلى غاية الأحياء وحتى البلديات المجاورة لاقتناء غاز البوتان، خاصة وأن المنطقة التي يقطنون بها تتوسط مستثمرات فلاحية بعيدة عن التجمعات السكانية يعتمد جل قاطنيها على الأفران القديمة في طهي الخبز،فيما يلجأ أغلبهم إلى اقتناء قارورات غاز البوتان لاستعماله في التدفئة و بقية الأغراض الأخرى، وهذا في حالة الحصول على قارورة غاز البوتان بسهولة،حيث يؤكد في هذا الشأن أغلب القاطنين أنهم يواجهون صعوبات كبيرة لاقتنائها خاصة في فصل الشتاء الذي يحول حياتهم إلى جحيم حقيقي،يكون فيه الأطفال والمسنون المتضررين بدرجة أكبر من هذه الأزمة التي أنهكت يومياتهم،و التي زادتها معاناة انعدام المياه التي يستقدمونها في أغلب الأوقات من أبار المستثمرات المجاورة،فيما استعان أغلبهم بالربط العشوائي في توصيل سكناتهم بالنسبة للكهرباء،و قد أكد جل هؤلاء السكان أن سكناتهم القديمة لحقتها أضرار كبيرة مما أدى إلى تآكل جدرانها و أسقفها بفعل قساوة الطبيعة و ظواهرها المختلفة المتمثلة في الزلازل والفيضانات التي زادت من هشاشة السكنات التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحقبة الاستعمارية. مخاوف السكان لم تلق صدى عند أية جهة حسبهم مما دفعهم إلى الاستنجاد بالجرائد لحمل أهاتهم و تقريب صورة المعاناة و حملها إلى الجهات المسؤولة بغية انتشالهم من الحياة البدائية التي لا زالت ترافقهم بالرغم من نداءات الاستغاثة التي لم تجد من يصغي لها بعد أربعة عقود من الانتظار و المعاناة. حياة