أضحى تراكم الأوحال والمياه القذرة بحي بوسدرة 2 بالبوني على مدار العامين الفارطين ينذر بكارثة حقيقية بالمنطقة في ظل غياب شبكات صرف المياه الصحية، فالمتجول عبر شوارع هذا الحي المنكوب يخال نفسه وسط أحياء غزة المحاصرة بالفضلات والأوساخ والمعزولة عن العالم الخارجي والسبب ليس الجدار العازل هنا وإنما غياب قنوات صرف المياه ما جعل أبناء الحي يعانون الأمرين فمن جهة تلوث لا نظير له بالأحياء الأخرى وعلى كافة المستويات بدءا من تراكم الأوحال على جنبات المنازل وحتى داخلها وصولا إلى انسداد الطرقات بالمياه القذرة التي أضحت تشكل بركا ومستنقعات. ما أدى إلى ظهور الأمراض المزمنة والمعدية وسط أطفال بوسدرة 2 مثلما عبر لنا عديد المواطنين ممن التقت بهم آخر ساعة. هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أدى غرق طرقات الحي في الأتربة والأوحال إلى جعل المواطنين في عزلة حقيقية عن العالم الخارجي على الرغم من أن حيهم لا يبعد سوى كيلو مترا واحدا عن بلدية البوني ما جعل أبناء بوسدرة محرومين من التنقل إلى خارج الحي من أجل قضاء أمورهم الشخصية أو تنقل أطفالهم إلى المؤسسات التربوية لمتابعة دراستهم. وعلى صعيد آخر فقد أكد لنا بعض القاطنين بالحي أن منازلهم تفتقر إلى قنوات صرف المياه الصحية الخاصة بالحمامات والمراحيض ما أدى إلى تراكم الأوساخ داخل بيوتهم وانتشار الروائح الكريهة مشددين على أن تهاطل الأمطار يزيد من هذه المحنة عبر زيادة منسوب تلك الأتربة والأوساخ وتسربها إلى البيوت. إلى ذلك فقد ناشد سكان هذا الحي المنكوب السلطات المحلية بالبوني التدخل العاجل من أجل إنقاذهم وحيهم من الغرق وسط الأوحال التي أضحت تهدد بكارثة حقيقية مطالبين بربط المياه القذرة بمجمع رئيسي وصيانة شبكة المياه الصالحة للشرب إلى جانب ربط منازل الحي بالغاز الطبيعي. ياسين لعمايرية