واذا كانت الإحتجاجات المذكورة قد اقتصرت خلال يومها الأول على عاصمة الولاية وكذا مدينة الميلية فان هذه الأخيرة سرعان ما انتقلت الى مناطق أخرى خلال ليلة أول أمس الجمعة وكذا صبيحة السبت . حيث شملت العديد من البلديات والمدن الصغيرة على غرار سيدي عبد العزيز ، القنار ، بازول ، الطاهير وحتى بلغيموز وهي الإحتجاجات التي تخللتها أحداث عنف كبيرة بين قوى الأمن وعشرات الشبان الناقمين على الأوضاع المعيشية الصعبة والذين حاولوا في الكثير من الأماكن حرق مقرات البلديات وكذا مكاتب البريد ناهيك عن رميها بالحجارة وهو مااستدعى استدعاء تعزيزات أمنية أخرى الى ساحات المواجهات التي خلفت رعبا كبيرا في أوساط المواطنين وبالخصوص النساء والأطفال . وكانت أعنف المواجهات تلك التي شهدتها ليلة الجمعة الى السبت بلدية سيدي عبد العزيز الواقعة على بعد (25) كلم من عاصمة الولاية حيث تجمهر عشرات الشبان قبل أن ينطلقوا باتجاه مقر البلدية وكذا مكتب البريد محاولين تدميرهما وهو ماحتم على كتيبة الدرك الوطني لهذه البلدية الإستنجاد بأفراد من عناصر وحدة التدخل السريع المتمركزة بمنطقة تاسوست ليدخل الطرفان في معركة كر وفر الى غاية ساعة متأخرة من ليلة الجمعة . وفيما لم ترد معلومات رسمية عن حجم الإصابات التي خلفتها هذه المواجهات الطاحنة أفادت مصادر موثوقة “لآخر ساعة” عن تسجيل اصابات عديدة بين قوى الأمن والمحتجين ناهيك عن اعتقال عدد غير محدد من المتظاهرين الذين تسببوا في غلق الطريق الوطني رقم (43) الرابط بين مدينتي جيجل والميلية لعدة ساعات وذلك بعدما قاموا بقطعه على مستوى عدة محاور وبالأخص عند مفترق الطرق بمنطقة بلغيموز وكذا منطقة بازول وهو ماحال دون وصول الكثير من أصحاب السيارات الى مقصدهم فيما ظلت بعض العائلات عالقة على مستوى هذا الطريق الى غاية الساعات الأولى من صبيحة أمس السبت . هذا ولم تسجل طيلة صبيحة أمس سوى بعض المواجهات المتقطعة بين أفراد الأمن وبعض المحتجين ناهيك عن اقدام بعض الشباب على احراق العجلات المطاطية ببعض المحاور الطرقية في محاولة لإستفزاز العناصر الأمنية التي استنفرت كامل وحداتها عبر تراب الولاية بغرض التصدي لأي طارئ وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه محاولات التهدئة من قبل المسؤولين المحليين من خلال دعوة المواطنين الى الهدوء والتحلي بروح المواطنة في الوقت الذي قدم فيه والي الولاية وعودا للتجار الذين دمرت محلاتهم خلال الحريق الذي شب بمؤسسة المدينةالجديدة للتجارة بغرض ايجاد حل سريع لوضعيتهم ومحاولة تعويضهم ولو جزئيا عن الخسائر التي تكبدوها جراء هذا الحريق الذي تخشى السلطات المحلية لعاصمة الكورنيش أن تكون عاملا اضافيا لتأجيج نار الإحتجاجات سيما في ظل حديث البعض عن فرضية العمل المدبر في هذا الحريق الذي أتى على مئات المليارات م/مسعود