أظهرت الخطوة التي اتخذتها السلطات المصرية لعزل البلاد بشكل شبه كامل عن شبكة الإنترنت مدى السهولة التي يمكن بها لدولة أن تعزل شعبها عندما يكون مقدمو خدمات الاتصالات قليلي العدد ومذعنين.وفي محاولة لوقف الانتشار السريع للمعارضة ضد الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاما لم تغلق السلطات موقعي فيسبوك وتويتر فقط وإنما خدمات الانترنت بأكملها خلال الليل وتركت ما يقرب من 20 مليون مستخدم بلا اتصال.وبالرغم من أن هناك المئات من شركات خدمات الإنترنت في مصر إلا أن أربعا منها فقط تسيطر على البنية التحتية.وعلى الرغم من التحول الكبير الذي طرأ على الانترنت خلال تاريخها القصير والحرية غير المسبوقة للتعبير عن الرأي التي أتاحتها ما زالت هناك نقاط ضعف في الشبكة يمكن للحكومات والمصالح التجارية أن تستغلها.وأثبتت شبكتا فيسبوك وتويتر الاجتماعيتين على الانترنت قدرة غير عادية على جمع أعداد كبيرة من الناس ومساعدتهم على اكتساب مهارات مراوغة السلطات. وقالت لين سان أمور رئيسة «انترنت سوسايتي» إن هذه المواقع حولت بعضا ممن لم يعتبروا أنفسهم ناشطين إلى ثوريين بسبب سهولة الانضمام إلى المجموعات أو إرسال رسائل التأييد بينما يجلسون في المنازل.لكن الخطر في الاعتماد على هذه الخدمات يكمن في سهولة حجبها ببساطة عن طريق استهداف عناوين بروتوكول الانترنت لأنها مركزية على موقع واحد كما حدث في إيران وتونس.لكن عندما يحجب الموقع بالكامل من الخارج فليس هناك ما يمكن أن يفعله فيسبوك أو تويتر حتى على الرغم من أن بعض المستخدمين يتمكنون من الدخول إلى المواقع المحجوبة باستخدام الخوادم البديلة.