تعمل المرأة لتحقق ذاتها وترضي طموحاتها وقد تصل في أغلب الأحيان إلى ما تصبو إليه قبل أن ينهار كل شيء أنجزته بغرور رجل سولت له نفسه تحطيم كبريائها بطريقة وحشية بعيدا عن كل معاني الإنسانية بعد أن يسلبها ثمرة نجاحها وعملها بكل وقاحة. غيرة وقهر واستبداد هو حال بعض النساء العاملات اللواتي يعانين بطش أزواجهن فالمرأة ذلك المخلوق الضعيف رغم تظاهرها بالقوة والصرامة تبقى بحاجة إلى رجل يحتويها ويشعرها بالثقة والأمان وهو للأسف ما افتقدته بعض النساء اللواتي تحولت في عيون الرجال إلى مجرد مصدر للمال الذي تجنيه ما عملها فهي ربة للمنزل ومدبرة وراعية لأطفالها ومسؤولية عملها خارج البيت تجد بعض النسوة أنفسهن في متاهة قسوة بعض الرجال الذين لم يكتفوا بكونهم حملا ثقيلا على كاهل الزوجة العاملة بل سولت لهم أنفسهم التطاول عليها وعلى كرامتها وسلبها مالها باعتباره حسب معتقاداتهم حق من حقوقهم هو واقع وقفنا عنده عندما حاولنا التقرب من بعض النساء لمعرفة رأيهن في المستوى التي وصلت إليه المرأة ومدى رضاهن عن المعاملة التي يحضين بها كنا نظن أنهن سيتحدثن عن تحرش مدرائهن أو المعاملات السيئة في العمل إلا أن الموضوع كان بعيدا كل البعد عن ما كنا نعتقده حيث فاجأتنا أول امرأة تعمل بإحدى الإدارات بأنها سعيدة بعملها إلا أنها شقية في نفس الوقت عندما تتذكر بأنها ستعود إلى البيت لتجد رجلا تجرد من كل معاني الإنسانية في انتظارها ليفرع جميع عقده النفسية فيها بعدما يكون قد صب غضب يومه في أولاده الأبرياء الذين يستغلهم في الضغط ومساومة والدتهم للحصول على المال. صفية تتنازل على راتبها الشهري لزوجها كي لا يعذب أبناءها بحرقة وألم تروي صفية التي لم نتزاوج 38 سنة من عمرها قصة قد تبدو أغرب من الخيال خاصة إذا كان بطلها هو زوجها الذي كان من المفروض أن يكون أحن شخص على فلذة أكباده تقول صفية التي تعمل بإحدى الإدارات العمومية وقد تحول لون وجهها المشرق إلى اللون الشاحب بأنها تعمل من أجل زوجها الذي لا عمل له سوى المكوث بالبيت والبحث عن المشاكل قبل أن يغادره ليلا بعد أن يكون قد صب جام غضبه على فلذة أكباده. فهو قد أخذ منها دفتر شيكاتها ليتوجه كل شهر إلى سحب راتبها كاملا ليحرمها من التصرف حتى في جزء ضئيل منه وعندما عمدت إلى سحب المال عن طريق البطاقة الإلكترونية تفاجأت ذات مساء بتصرف زوجها الذي عمد إلى تعذيب ابنته حيث قام بكيها بواسطة السجائر مما سبب لها حروقا على مستوى يديها ورجليها وتركها تبكي دون أن يقوم بإسعافها ورفض أن تقترب منها والدتها إلا حين تعطيه بطاقة السحب الإلكتروني والرقم السري وبمجرد ما كان له ما طلبه غادر البيت وتركها رفقة ابنتها محتارة عن السبب الذي ستقوله للأطباء في حالة نقل ابنتها إلى المستشفى للتضطر في الأخير إلى الاتصال بصديقة لها تعمل صيدلانية وأخبرتها بأن ابنتها أصيبت بحروق بسيطة نتيجة اقترابها من السخان في البيت وتسألها عن الدواء المناسب لمثل تلك الحروق وقد عمدت بعدها إلى معالجتها بواسطة أدوية وأعشاب طبيعية خفية حتى لا يتفطن أحد من أقاربها لأمرها. سلبها مالها ومجوهراتها ليطلقها بعد أن فقدت عملها وحال (م) ليس أحسن من حال صفية فهي التي كانت كما تقول يضرب بها المثل في الصرامة والقوة والشجاعة في العمل قبل أن تصبح زوجة لرجل رفضه أهلها بسبب عمله غير المستقر ليصبح عاطلا بعد زواجهما ولأنها كانت تحبه فقد كانت تقتسم معه راتبها نهاية كل شهر على أمل أنه سيعيد إليها كل ما أخذه منها عندما يجد العمل المناسب وفي كل مرة يوهمها بأنه بصدد إعداد مشروع مع أحد أصدقائه لتضطر في كل مرة إلى التنازل عن مبالغ معتبرة من المبلغ الذي كانت تحتفظ به في البنك وبعد نفاذ المال وجدت نفسها مضطرة إلى التنازل عن مجوهراتها وشيئا فشيئا لم تعد تملك إلى راتبها الذي تجنيه من عملها لسكرتيرة بإحدى الإدارات الخاصة لتكشف بعدها مكر وخداع زوجها الذي كان يصرف ما يأخذه منها على النساء والسهرات ومجالس الخمر ولتمتنع عن إعطائه مالها أين تحول إلى شخص غريب كما تقول لم تعهده من قبل حيث أصبح يثور في وجهها لأبسط الأسباب بعدما كان يتودد إليها ليتطور الوضع إلى الضرب المبرح الذي كان يرقدها الفراش لعدة أيام قبل أن تكشف إصابتها بمرض أدخلها المستشفى لعدة شهور فقدت على إثره عملها تقول «م» التي رفضت الإفصاح عن هويتها بأنها وبمجرد خروجها من المستشفى لاحظت تغييرا واضحا على زوجها الذي بات لا يطيق البقاء بالبيت وهددها بالطلاق في حالة لم تعثر على عمل لتعطيه المال وبالفعل تفاجأت به يطلب منها الانفصال بالتراضي وبدون أية مشاكل لأنه لم يعد يريدها كما أنه لا يملك المال لتعويضها في حالة طالبته المحكمة بمصاريف الطلاق حيث تفاجأت به يترجاها كي تقبل الطلاق ولأن كرامتها فوق كل اعتبار تقول «قبلت الطلاق وهي في 35 من عمرها وهي اليوم على أبواب الزواج من رئيسها في العمل بعد أن عثرت على عمل آخر وقد فاجأتنا بأن زوجها الأول اتصل بخطيبها وطلب منه الابتعاد عنها لأنه ما زال يحبها وسيعود إليها وهو ما رفضته كما تقول «يلي تكوى بالنار مرة ما يزيدش يعاود يمسها» بعد أن أخذ سيارتها تزوج بأخرى نادية 30 سنة صاحبة محل للورود لا تبدو عليها أية علامات الكآبة والتذمر لكن بمجرد أن يذكر اسم علي تتحول إلى فتاة عدوانية فالاسم يذكرها بماض عاشته مع شخص جعلها تكره كل الرجال منحته كل ما يطلبه دون مقابل تقول بأنها كانت مخطئة لكنها اكتشفت ذلك بعد فوات الأوان فقد أحبت علي واحترمته كما تقول على أمل أن يتزوجا لكن متى؟ فالعلاقة دامت لأكثر من عشر سنوات تقول بأنها تعرفت عليه عند دخولها الجامعة كان مثالا للأخلاق حينها وبما أنها كانت ميسورة الحال فقد كانت تقستم معه مصروفها الذي تأخذه من والدها الذي أهداها سيارة في عامها الثاني بالجامعة لكن السيارة كانت لها بالاسم فقط فقد كانت طوال الوقت عند حبيبها في حين يظن الجميع أنه مالكها وقد تطورت العلاقة وزادت ثقتها به حتى بعد الجامعة أين تحصلت بعدها على مشروع لغرس الورود التي تبيعها في المحل الذي اشترته بعد تحصلها على قرض وبما أنها كانت لا تستعمل السيارة في أغلب الأوقات كانت طوال الوقت مع حبيبها الذي لا يتصل بها إلا لطلب مصاريف تعبئة البنزين أو إصلاح عطب بالسيارة هذا قبل أن يقنعها ببيعها وإعطائه ثمنها ليتقدم لخطبتها وهو ما تم بالفعل حيث باعت السيارة ليقبض هو الثمن قبل أن يختفي تماما من أجل أن يخطب ويتزوج بأخرى لتكتشف أخيرا كم كانت غبية ومغفلة خاصة بعدما لم يجد عذرا سوى أن والدته رفضت زواجهما وأرغمته على الزواج بالفتاة التي اختارتها له. يتهمها بالخيانة لأنها امتنعت عن تلبية طلباته وقصة سلوى قد تبدو بسيطة لكنها مؤثرة كما تقول فهي تعمل معلمة وزوجها لا يعمل ينتظرها يوميا عند باب المدرسة ليطلب منها المال حيث يتعمد إحراجها أمام زملائها وتقول بأن لها زميل بالعمل بمثابة أخ لها كونه جار والدتها كانت تلجؤ إلى الفضفضة معه في بعض الأوقات خاصة فيما يتعلق بتصرفات زوجها وبما أنها كانت تملك محلا تجاريا ورثته عن والدها فهي تتحصل كل عام على مبلغ لا بأس به من المال تعمل على إرساله إلى والدتها خوفا من زوجها الذي يراقب حسابها بالبنك نهاية كل شهر ليتفطن في أحد الأيام كما تقول إلى أنها تخفي عنه مبلغ كراء المحل وترسله إلى والدتها حيث جن جنونه كونه كان قد طلب منها أن تشتري له سيارة لكنها رفضت بحجة عدم توفرها على المال الكافي حيث اتهمها بالخيانة أمام أهلها وقال بأنه كان يشك من قبل في تصرفاتها مع زميلها في العمل وطلب منها إعطاءه ثمن شراء السيارة مقابل التنازل عن كل التهم التي وجهها لها أمام عائلتها التي باتت لا تستطيع النظر في عيون أفرادها خاصة أخوها الذي تحترمه كما تقول وفي الأخير اضطرت إلى التنازل ومنحته كل ما يريد مقابل اعترافه ببراءتها وعدم التخلي عنها خاصة أنها من عائلة محافظة جدا لا تعترف بمثل هذه الأخطاء خاصة إذا كانت التهمة من طرف الزوج وبالفعل توجهت إلى والدتها لتأخذ ثمن السيارة الذي تسلمه قبل أن يعود هو لعائلتها ويعترف بأن أحدهم أراد أن يشكك في سلوك زوجته وقد حاول زرع الفتنة والشك بينهما وبما أن زوجته بريئة وطاهرة وهي اليوم تعيش معه وهي تحتقره حيث تؤكد بأنها لن تفوت الفرصة الأولى لطرده من حياتها بعد تحصلها على منزلها الخاص. أيها الرجال رفقا «بالقوارير« هي وصية أشرف الخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم أكد على ضرورة إكرام المرأة واحترامها كعنصر فعال في المجتمع وإعطائها المكانة التي كرمها بها الإسلام حيث قال صلى الله عليه وسلم «رفقا بالقوارير« والقوارير يعني النساء أو المرأة بصفة عامة سواء كانت أم أو أخت أو زوجة أو صديقة أوحبيبة فالمرأة ذلك الكائن البشري الحساس الذي يسهر على راحت الجميع لا يجب أن يكون جزاؤها «كجزاء سنمار» كما يقولون فصفية و «م» وغيرهن ممن ذكرناهن في استطلاعنا هذا هن من ضحايا المجتمع ودفعن ثمن خطأ لم يرتكبنه سوى أنهن فكرن في الارتباط بمن أحببن دون التفكير في الماديات الفانية لكن الثمن كان الشقاء والإهانة والذل والاستبداد من طرف من كان الأجدر به أن يكون رحيما بهن. روبورتاج: بوسعادة فتيحة