أصيبت رضيعة ذات أربعة أشهر صبيحة البارحة باختناق حاد و كدمات عبر مختلف أنحاء جسمها كادت أن تودي بحياتها داخل مقر دائرة البوني جنوب غرب مدينة عنابة إثر اندلاع مشادات عنيفة بين أكثر من 200 محتج من سكان حي سيدي سالم الشعبي من جهة و مصالح الأمن و أعوان الدائرة سابقة الذكر،تنديدا بقائمة 450 سكنا اجتماعيا ،حيث أقدم خلالها العشرات من المواطنين الغاضبين على اقتحام مقر دائرة البوني بعد تحطيم البوابة الخارجية و كذا عديد الهياكل داخل ذات الهيئة،قبل أن يتسلل 10 شباب إلى سطح مقر الدائرة مهددين بالانتحار الجماعي في حالة عدم الاستجابة إلى مطالبهم الاجتماعية بما فيها وضع حد لممارسات رئيس دائرة البوني ،الذي ساهم حسب ما كشفه هؤلاء في تصريحهم لآخر ساعة في تأجيج و تفجير الأوضاع بعد المصادقة على قائمة السكنات الاجتماعية و إقصاء المئات من السكان الأصليين بحي سيدي سالم،الأمر الذي استدعى تدخلا مكثفا لقوات مكافحة الشغب و مصالح الأمن الذين حاولوا تهدئة الأوضاع و كبح غضب العشرات من المواطنين الساخطين على رئيس دائرة البوني،ودفع ممثليهم على بعث قنوات الحوار مع الهيئات المحلية بغية التوصل إلى حل مشاكلهم ،من جهتهم كشف مواطنو الحي الذين كانوا في حالة غليان و غضب بالغين أغلقوا على إثرها الطريق العمومي الرئيسي المحاذي لمقر الدائرة بالحجارة و المتاريس بالإضافة إلى كراسي قاعة الانتظار الخاصة بدائرة البوني،تواطؤ عديد الأطراف في تشكيل القائمة التي طالبوا بإلغائها و إعادة النظر و التحقيق في الأسماء المستفيدة من حصة 450 سكنا اجتماعيا بالبوني،متهمين جهات محلية بتسريب جملة من الأسماء الدخيلة على الحي في الوقت الذي لا يزال فيه أبناء سيدي سالم يتخبطون في أزمة السكن منذ عقود،كما أبرز ممثلوا سكان الحي العزل المقصود لممثليهم ورؤساء لجان الحي في سيدي سالم من المشاركة في عمل لجنة الدائرة الخاصة بدراسة ملفات السكن الاجتماعي متهمين رئيس دائرة البوني المتسبب الرئيسي في الأزمة بعد رفضه الحوار مع المواطنين و عدم أخذه بعين الاعتبار المئات من الطعون المودعة على مستوى نفس الهيئة الحلية ،كما طالب هؤلاء بإيفاد لجنة تحقيق مشتركة بصفة عاجلة لفضح التجاوزات و الخروقات التي كانوا ضحاياها الأساسيين ،هذا و قد تسببت الحركة الإحتجاجية التي قادها المواطنون الغاضبون في وقوع عديد الجرحى و حالات الإغماء في صفوف المواطنين الذين دخلوا في مشادات عنيفة مع قوات الأمن التي استعملت قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق حشود المواطنين الذين تجمعوا بالساحة الداخلية لمقر دائرة البوني خالد بن جديد