شرعت السلطات المحلية لبلدية الجمعة بني حبيبي عشية أمس الأول في عملية ترحيل العائلات التي تقطن بالمساكن الهشة بوسط البلدية المذكورة وذلك باتجاه العمارات الجديدة التي تم الإنتهاء من تشييدها مؤخرا فقط . وقد عرفت عملية الترحيل التي مست في مرحلتها الأولى (17) عائلة من أصل قرابة (40) عائلة تقرر ترحيلها من مختلف مناطق البلدية في إطار القضاء على السكن الهش. مشادات عنيفة بين بعض العائلات والجهات المكلفة بعملية الترحيل وذلك نتيجة رفض العائلات المذكورة مبارحة سكناتها القديمة لأسباب متعددة ومن ذلك عدم اقتناعها بالشقق التي اقترحت عليها بحجة أنها لاتتماشى مع عدد أفراد هذه العائلات ناهيك عن تشبث بعض هذه الأخيرة ببيوتها القديمة ورفضها لعملية التهديم التي كان من المفروض أن تمسها حتى تقام فوق الأرضية التي كانت تحتلها بناءات جديدة خاصة في ظل أزمة العقار التي تعاني منها البلدية المذكورة . وقد استدعى رفض بعض العائلات مبارحة سكناتها واعتراضها على عملية تهديمها الى تدخل عناصر الدرك الوطني لتسهيل عملية تنفيذ هذه العملية فيما أصيب بعض المرحلين ومن بينهم شيخ طاعن في السن باغماءات استدعت تدخل عناصر الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية للمعنيين الذين واصلوا عنادهم وهو ماجعل عملية الترحيل تتواصل وسط أجواء مضطربة نسبيا .وجاءت الأحداث التي عرفتها عملية ترحيل سكان البيوت الهشة ببلدية الجمعة بني حبيبي بعد ساعات معدودة عن الإعتصام الذي قام به سكان «الشاليهات» ببلدية الميلية أمام مقر الولاية احتجاجا على صيغة التعويض التي أقترحت عليهم وكذا الإحتجاجات المماثلة التي شهدها حي حراثن بعاصمة الولاية من قبل سكان البيوت القصديرية لنفس الأسباب وهو ماأعاد الحديث عن الطرق التي اعتمدتها سلطات عاصمة الكورنيش في معالجة مشكل السكنات الهشة التي بلغ عددها بالولاية (18) حسب آخر إحصاء أكثر من (5500) سكن هش حيث انتقد الكثيرون صيغ التعويض التي اعتمدتها من قبل السلطات لتصفية الأحياء القصديرية بمختلف بلديات الولاية والتي لم تراع فيها وضعية بعض العائلات التي تتكون من عدد كبير من الأفراد ناهيك عن اعتماد لجان التحقيق في هوية أصحاب السكنات الهشة لسياسة المكيالين في عملية تحديد عدد الشقق التي تستفيد منها كل عائلة على حدة بل وادراج عائلات ضمن قوائم المستفيدين رغم توفرها على مساكن محترمة بأماكن أخرى أو حتى بمحيط السكن الهش الذي تدّعي الإقامة به وهو ماأثار امتعاض العديد من العائلات التي باتت تنظر الى العملية بعين الريبة والشك . م.مسعود