ورغم أن اقبال المصطافين على الشواطئ الجيجلية لازال في بدايته بل ومرشح لكي يتضاعف مرات ومرات خلال الأيام القليلة المقبلة الا أن طرقات عاصمة ولاية جيجل بدت عاجزة عن احتواء الأفواج الأولى من المصطافين والسياح بدليل الفوضى العارمة التي باتت تميز هذه الأخيرة منذ الساعات الأولى للمساء والتي لطالما بلغت ذروتها مع حلول الليل الى درجة أن التجول بالسيارة عبر شوارع المدينة القديمة أضحى شبه مستحيل بل وأشبه بالجحيم الذي لايقوى على مجاراته الا أصحاب النفوس الهادئة ، ورغم الإجراءات التي اتخذتها مصالح الأمن من أجل تسهيل حركة المرور بعاصمة ولاية جيجل خلال موسم الإصطياف الا أن هذه الأخيرة بدت عاجزة عن التحكم في أمواج السيارات التي تجوب شوارع المدينة التي أغلقت الكثير منها بالكامل ليلة عيدي الإستقلال والشباب وبدت الحركة عبرها شبه مستحيلة وهو ماوقفت عليه «آخر ساعة» الى درجة أجبرت الكثير من أصحاب السيارات على ركن عرباتهم على جوانب الطرقات والسير على الأقدام بعدما استحال عليهم بلوغ الأماكن التي كانوا بصدد التوجه اليها وفي مقدمتها شاطئ كتامة الذي يعد المقصد الأول لزوار عاصمة الكورنيش بالنظر لما يوفره لهؤلاء من أجواء سحرية تمتزج فيها نسمات البحر العليلة بهدير الأمواج الحالمة . ولعل الملاحظ هو أن موسم الإصطياف بكل ما يحمله من مزايا وفوائد اقتصادية للولاية (18) أضحى يشكل عبئا ثقيلا للكثير من سكان هذه الأخيرة وحتى زوارها الذين ضاقوا ذرعا من المشاكل التي تواجههم كلما حلوا بهذه المدينة التي كانت الأيام الأولى من موسم الإصطياف كافية لإزالة مساحيق «الماكياج» التي لطالما غطت وجهها القبيح وهنا نفتح قوسا لنتحدث عن تأخر تجسيد بعض المشاريع التي كانت مديرية الأشغال العمومية قد وضعتها في مقدمة أولوياتها من أجل القضاء على بعض النقاط السوداء داخل عاصمة الولاية وفي مقدمتها النفقين الأرضيين اللذين من المفروض أن يتم تشييدهما على مستوى مفترق الطرق المحاذي لتمثال سفينة «بابا عروج» وكذا منطقة باب السور واللذين رصد لهما غلاف مالي يقدر بأكثر من (60) مليارا خاصة وأن كل الدراسات أكدت بما لايدع مجالا للشك بأنه لامجال للقضاء على فوضى حركة المرور بعاصمة الكورنيش من دون هذين النفقين سيما بعد نجاح تجربة نفق أيوف الذي أنهى بشكل شبه كلي فوضى المرور على مستوى المدينةالجديدة وهو ما اعتبره الجميع بمثابة خطوة مشجعة لإنجاز بقية الأنفاق المبرمجة سواء بعاصمة الولاية أو بمدينة الطاهير المجاورة . م.مسعود