اجتازت مواطنة تدعى ‘'مريم جدي'' القرعة وفازت بمكان ضمن الكوطا المحددة لأداء فريضة الحج لهذا الموسم لكن ‘'اهمال'' الإدارة و وتلاعبها بمصير المواطنين الذين خططوا منذ سنوات لأداء فريضتهم منعت هذه السيدة ركوب إحدى الرحلات المتجهة نحو البقاع المقدسة هذا الشهر. تنطلق قضية الحاجة مريم 74 سنة منذ أواخر شهر رمضان بعد أن أبلغتها مصالح بلدية البوني خبر رفض ملفها بحجة التأخر في إيداعه، حيث وبعد الإعلان عن قائمة الفائزين بأداء مناسك الحج شهر جوان المنصرم، سخرت عائلة جدي كامل وقتها من أجل إتمام ملف والدتهم التي تحلم منذ سنين بالتوجه إلى البقاع في هذه الفترة المباركة وأداء خامس ركن من أركان الدين الحنيف، كما وجدت في السيد ‘'بولحروز.ع'' وزوجته مرافقان لها بعد فوزهما بالقرعة حسب شهادة المرافقة الممضية من طرف مير البوني يوم 28 أوت المنصرم، وبقيت الحاجة مريم تنتظر اتصال الإدارة الوصية من أجل إيداع ملفها لكن مصالح البلدية لم تفعل ذلك إلا بعد فوات الأوان لإحباطها بخبر رفض ملفها، ونفس الخبر تلقاه الحاج ‘'بولحروز'' وزوجته الأمر الذي جعلهم يتوجهون نحو قمة السلطة المحلية وإيداع طلب التماس لدى والي عنابة، علما أن ال3 حجاج فازوا بالقرعة التي تتيحهم فرصة العمر من أجل أداء فريضتهم، وبعد عناء بيروقراطي دام لعدة أيام توجه الحاج بولحروز إلى مصالح الولاية أين تلقى ظرفا يضم جوازين فقط عوض 3 جوزات، حيث قبل ديوان الولاية ملف المرافقين ومنع الحاجة مريم من حجها دون أي سبب، الخبر الذي سقط كالصاعقة على عائلة الحاجة ضحية ‘'إهمال'' إداري تعودنا كل سنة التطرق لقصص ضحاياه. رغم ذلك بقيت الحاجة مريم متمسكة بآمالها من أجل زيارة البقاع المقدسة وقامت مرة أخرى بإيداع طلب التماس لدى مصالح ولاية عنابة تبين من خلالها ‘'التمييز'' الذي طرق على قضيتها بعد أن تم منح جوازين لمرافقيها ومنعها هي من الحج، كما لفتت انتباه الإدارة المحلية أن كل الشروط مستوفاة لرحلتها فيما يخص الجانب الطبي والتطعيم وحتى دفعها مستحقات الحج كاملة التي لا تقل حسب ديوان الحج والعمرة عن 35 مليون سنتيم ، ويبقى والي عنابة هو الفيصل الوحيد في قضيتها المتشابكة. ومنذ سنين ينطوي نظام القرعة المطبق في انتقاء الحجاج الجزائريين والإجراءات الإدارية لجمع الملفات، على كثير من نقاط الظل التي تتطلب التوضيح فكثير من المترشحين للحج، ولظروف عدة، يتراجعون عن الرحلة، ويقع على عاتق الإدارة المحلية مسؤولية تعيين مستخلفين ومن بين ضحايا هذا الإجراء الحاجة مريم التي رفض ملفها بعد نسي عمال مصالح بلدية البوني الاتصال بها وسيتم استخلافها باختيار سعيد الحظ لأداء الفريضة مكانها، والمثير للجدل أن سنة 2007 شهدت المصالح الإدارية المحلية بالبوني نفس النوع من الإهمال ما جعل فائزان برحلة العمر يمنعان من زيارة البقاع آنذاك رغم تدخل وزارة الشؤون الدينية التي منحتهما مقعدان ضمن رحلات موسم الحج السنة الموالية 2008 . طالب فيصل