عاد الهدوء ليخيم على حي الفرسان بالمدينة الجديدة لجيجل وذلك بعد يومين من الإحتجاجات الصاخبة على مقتل كهل من حي الإخوة بوقطة بواسطة صعقة كهربائية لما كان بصدد اكمال بعض أشغال التهيئة على مستوى مسكنه العائلي . وجاء الهدوء المذكور بعد يومين من العنف والتخريب الذي طال العديد من المؤسسات العمومية وفي مقدمتها مركز البريد الرئيسي بالمدينة الجديدة المعروف ببريد أول نوفمبر والذي تعرض مقره لتخريب كلي من قبل المحتجين شأنه شأن مقر مديرية التربية الذي هشم زجاج نوافذه وأبوابه الخارجية ولو أن كل هذا لم يقلل من غضب المحتجين الذين حاولوا ليلة الإثنين الى الثلاثاء اقتلاع الأعمدة الكهربائية التي تحمل أسلاك الموت التي أتت على أرواح عدد من سكان حي الإخوة بوقطة وآخرهم كهل في الخامسة والخمسين من العمر والذي ترك وراءه عائلة كبيرة دون معيل .وفيما عاد الهدوء بشكل ملحوظ صبيحة أمس الى حي الفرسان وكذا الى الشوارع المحاذية شرعت مصالح النظافة في ازالة مخلفات الأحداث المذكورة وخاصة بقايا المواد الصلبة والحجارة التي استعملها المحتجون في هجوماتهم وكذا بقايا الإطارات المطاطية و الزجاج المترامي هنا وهناك فيما بقي مقر البريد الذي يعد ثاني أهم مركز بالمدينة ككل مغلقا لليوم الثاني على التوالي بعد الأضرار المعتبرة جدا التي لحقت بمحتوياته وخاصة تجهيزات الإعلام الآلي التي تعرضت جميعها للنهب شأنها شأن الموزعات الآلية وكذا أكشاك صرف الأموال التي دمرت عن آخرها وهو ماقد يتطلب وقتا طويلا من أجل اصلاح هذه الأضرار التي وصفها مصدر من مديرية البريد بالضخمة والجسيمة .هذا وقد تحدثت بعض المصادر الأمنية عن تدهور الحالة الصحية لأحد الضباط الذي أصيب في هذه الأحداث التي خلفت للإشارة اصابة ما لايقل عن (22) من أعوان الأمن بجروح متفاوتة الخطورة ناهيك عن اعتقال نحو (11) شخصا من جموع المحتجين .