يواجه، سكان قريتي» تانوت» و»تازيلا» بأقصى جنوب ولاية سطيف في الحدود المتاخمة مع ولاية باتنة، حياة قاسية تطبعها العزلة و العطش ، و الفقر المدقع ، نتيجة سياسة التهميش المسلطة عليهم من قبل السلطات التي دفعت بغالبية السكان للهجرة الجماعية نحو المدن . وخلال زيارتنا إلى قريتي طازيلا و تانوت ، اكتشفنا مدى المعاناة التي يكابدها هؤلاء السكان بهذه المنطقة الجبلية ، حيث لا يزالون يعتمدون على المقومات البدائية من اجل البقاء ، حيث تبدأ معاناتهم بالطريق الذي استفادوا منه خلال السنوات الأخيرة ، حيث انه تأكل تماما على رغم حداثته ، و هو ما يدل على انه لم ينجز وفق المعايير المعمول بها ، في الوقت الذي تبقى فيه اغلب الطرق المؤدية إلى منازل السكان ترابية و مسالكها وعرة و هو الأمر الذي يصعب من تنقل السكان بسبب وضعية هذه الطرقات الجبلية و دفع بالعديد إلى اللجوء للاحتطاب من اجل الطهي و التدفئة، و ما زاد من حدة معاناة السكان هو مشكل العطش حيث أن المياه شبه منعدمة بالمنطقة فلم يبق سوى من بئر يقع بجانب مدرسة» تانوت « يلجا إليه غالبية السكان للتزود بقطرة ماء يروون بها عطشهم خلال هذه الأيام الحارة ، أما عن الشغل فقال احدهم أننا لسنا من أبناء الجزائر»العزة والكرامة « حتى يحسب لنا حساب في هذا المجال خاصة في ظل غياب الأراضي الفلاحية لطابع المنطقة الجبلي فمهنتهم الرئيسية الرعي بقطعان الماعز الذي يوفر لهم الحليب ،و عند سؤالنا عن مصادر الرزق للعائلات قال بعضهم أن جل سكان القريتين يعيشون على معاشات الشيوخ ومنح العجائز التي تعطى لهم من فرنسا بحكم اغلب كبار المنطقة عملوا بالمهجر ، أومآ يجود بعض أبناء المنطقة المهاجرين بالمدن المجاورة أو المدن الكبرى على غرار الجزائر العاصمة من أموال كل ما تتاح لهم الفرصة .و ما لاحظناه خلال جولتنا هذه أن اغلب البيوت لازالت تعتمد على الحفر التقليدية لصرف المياه المستعملة لعدم وجود شبكة للصرف الصحي بالمنطقتين ، أما عن النقل فأهل القريتين يستعينون بالا حمرة لحمل أمتعتهم داخل القرية ، فيما تبقى سيارة «بيجو 404» هي الوسيلة الوحيدة لنقلهم إلى مركز البلدية ، و في المجال الصحي فان القريتين تعتمدان على قاعة علاج واحدة بها ممرض وان غاب فلا احد ينوب عنه مع غياب سيارة إسعاف حيث تضطر اغلب الحوامل إلى وضع مواليدهن في المنازل لصعوبة التنقل إلى المستشفى، هذه الظروف دفعت في مجملها بالسكان لمغادرة المنطقة و الهجرة نحو المدن للبحث عن حياة أفضل.مصالح بلدية عين أزال أكدت لنا بان القريتين استفادتا من الإنارة العمومية ، و من السكن الريفي ، و بخصوص النقل فقد خصصت البلدية حافلة للنقل المدرسي لأبناء القريتين منذ الموسم الدراسي الماضي،و بخصوص مشكل العطش فأوضح لنا نائب رئيس البلدية بان مشكل العطش يعود إلى عدم وجود مياه جوفية بهذه المنطقة الجبلية حيث أثبتت كل الدراسات التي أجريت بان باطن الأرض لا يتوفر على مياه جوفية يمكن الاعتماد عليها للقضاء على العطش ، و هو ما تطلب انجاز دراسة لنقل المياه بواسطة الأنابيب انطلاقا من قرية مرزغلال،حيث تمت هذه الدراسة و لم يبق سوى الشروع في تجسيد المشروع ، مضيفا بان مصالح البلدية تزود السكان بصفة منتظمة بالمياه الصالحة للشرب عن طريق الصهاريج في انتظار تجسيد المشروع .