صادق نواب المجلس الشعبي الوطني مساء أمس، برفع الأيدي و بالأغلبية على مخطط عمل الحكومة. وقد صوت 221 نائبا لصالح المخطط و 41 نائبا صوتوا ضد المخطط فيما امتنع 47 عن التصويت خلال جلسة علنية خصصت لردود الوزير الأول على أسئلة وإنشغالات النواب. أكد الوزير الاول عبد المالك سلال أمس،الاثنين بالجزائر العاصمة ان مسار الاصلاحات السياسية “لارجعة فيه” مشيرا الى ان مراجعة الدستور ستشكل تتويجا لهذا المسار. وقال سلال في رده على تدخلات اعضاء المجلس الشعبي الوطني خلال مناقشتهم لمخطط عمل الحكومة ان مراجعة الدستور ستشكل تتويج هذا المسعى الهادف الى “جعل الثوابت الوطنية والديمقراطية ودولة القانون اسسا للعقد الوطني الذي يوحد الامة الجزائرية المستقلة وذات السيادة”. ومن جهة اخرى اكد الوزير الاول ان الحكومة “ستتحمل كل مسؤولياتها في محاربة الارهاب وتدعيم المصالحة الوطنية” مؤكدا في نفس الوقت “التزامها ايضا في التحضير المادي والتنظيمي للانتخابات المحلية المزمع اجراؤها يوم 29 نوفمبر القادم “.واعتبر الوزير الاول ان تواجد 147 امرأة بالمجلس الشعبي الوطني يعد “ثورة كبيرة”. وقال بخصوص مخطط عمل الحكومة “ أن الشيء الجميل هو تواجد 147 امراة من بين نواب المجلس الشعبي الوطني” الأمر الذي يعد “ثورة كبيرة”. واعتبر ان نسبة تمثيل المرأة بهذه الهيئة التي تبلغ ب30 بالمائة أو أكثر “يعد نجاحا كبيرا” مشيدا في ذات السياق بمستوى التدخلات والمناقشات بالمجلس وواصفا التركيبة الجديدة للغرفة السفلى بأنها “في المستوى”. وفي هذا السياق ذكر الوزير الأول بأن المفوضة الاممية السامية لحقوق الانسان نفانتيم بيلاي أبدت خلال زيارتها مؤخرا الجزائر”اعجابها” بتجربة تمثيل المرأة بالمجلس الشعبي الوطني اذ اصبحت هذه التجربة مثلا يحتذى به بالنسبة للكثير من البلدان. وتابع في هذا الاطار ان توسيع تمثيل المراة بالهيئات المنتخبة سيما بالمجلس الشعبي الوطني هو من بين الأمور التي نجح فيها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من خلال الاصلاحات التي بادر بها. ووصف الوزير الاول للحكومة الحالية ب«فريق واحد” يشبه فريق كرة اليد الذي يهاجم جماعيا ويدافع جماعيا في اشارة منه إلى تلاحم صفوف هذا الطاقم. و أكد الوزير الأول أن الحكومة ستضطلع بجميع مسؤولياتها بالنسبة لتعزيز المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب. موضحا أن “جل ملفات المصالحة الوطنية تم التكفل بها ولاتزال إلا بعض الملفات” مؤكدا أنه “لن يبق أي شخص ممن شملتهم المصالحة الوطنية مدنيين للدولة بشيء سواء ماديا أو تاريخيا”. كما اعتبر سلال أن المصالحة التي نادى بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة هي “مصالحة شاملة مع التاريخ و حتى مع المعاملات الانسانية و على جميع الأصعدة و لا تشمل فقط الشق الأمني. وأضاف سلال أنه حان الوقت لتصفية القلوب و تصفية الأمور مع التاريخ مشيرا إلى أن أبطال الجزائر هم أبطال ولاغبار عليهم ضاربا المثال بشخصيات ثورية على غرار عبان رمضان و مصطفى بن بولعيد و آيت أحمد وغيرهم. ودعاسلال إلى ترك التاريخ للمؤرخين وعدم إدخال الانتماءات السياسية و الدينية في كتابته مذكرا في السياق ذاته بأن الثورة التحريرية “المبجلة مفخرة الجزائريين و مرجعيتهم هي التي وحدت البلاد.