عاد ملف مصنع الحديد والصلب المزمع اقامته بالمنطقة ببلدية الميلية وبالتحديد بالمنطقة الحرة ببلارة ليلقي بظلاله الوردية على ساحة الأحداث بعاصمة الكورنيش جيجل وذلك بعد الترسيم النهائي لهذا المشروع بعد الزيارة التي قام بها المسؤولون القطريون الى الجزائر والتوقيع بالأحرف الأولى على مسودة المشروع الذي سيكون على طاولة المباحثات خلال الزيارة المرتقبة لأمير دولة قطر الى الجزائر .ورغم أن مشروع مصنع الحديد والصلب ببلارة الذي سيسهر على تجسيده مجمع قطر ستيل والذي خصص له مبلغ مالي ضخم قدر بأكثر من ملياري دولار أمريكي سوف لن يدخل مرحلة الإنتاج الفعلي قبل أربع سنوات من الآن أو بالأحرى سنة (2017) الا أنه بدأ يثير شهية الكثيرين بعاصمة الكورنيش جيجل وبالأخص المتاجرين في أحلام البطالين وخريجي المعاهد والجامعات حيث سارعت العديد من المكاتب الوهمية الى فتح أبوابها أمام من يرغبون في ضمان منصب عمل بهذا المصنع العملاق الذي سيفتح على ضوء أولى التقديرات ما لايقل عن (3000) منصب شغل أمام بطالي الولاية ، وقد سعت هذه المكاتب التي يتزعمها أشخاص مجهولين طيلة نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري الى نشر شائعات بين بطالي الولاية (18) تفيد بقدرة هذه الأخيرة على ضمان مناصب شغل للأشخاص الأوائل الذين سيسجلون أنفسهم بالقوائم التي فتحتها وذلك مقابل دفع هؤلاء لمبالغ مالية معتبرة لم تحدد قيمتها الحقيقية وهي الإشاعة التي انتشرت بسرعة بين شبان وبطالي عاصمة الكورنيش وبالأخص بين شبان مدينة الميلية الذين توافد العشرات منهم على المواقع المفترضة لهذه المكاتب من أجل تسجيل أنفسهم بالقوائم المزعومة وهو ماأعاد الى أذهان سكان هذه المدينة وكذا بقية مدن الولاية الأخرى وخاصة الشرقية منها ذلك الإقبال الرهيب الذي عرفه مكتب التشغيل بمدينة الميلية مع مطلع الألفية الجديدة حين أعلن عن بداية التسجيلات الخاصة بالإلتحاق بأحد المصانع التي كانت مبرمجة بمنطقة بلارة حيث فاق عدد المسجلين أنذاك العشرة آلاف شخص الى درجة أن المئات من الشبان اضطروا لقضاء لياليهم في العراء في محاولة لإيجاد مكان لهم في الطابور الخاص بالتسجيلات قبل أن يتأكد بأن هذه العملية لم تكن سوى مضيعة للوقت وأن تلك القوائم كان مصيرها سلة المهملات .وفي سياق متصل بمصنع الحديد والصلب المزمع اقامته بالمنطقة الحرة ببلارة حذرت العديد من الجمعيات المهتمة بشؤون البطالين والشباب بعاصمة الكورنيش جيجل من مغبة الإستغلال الماكر لهذا المشروع وتحويل منطقة بلارة الى “حاسي مسعود” جديدة من خلال جلب الأيدي العاملة من ولايات أخرى كما حدث مع العديد من المشاريع الأخرى ومن ثم حرمان شبان وبطالي الولاية من الإستفادة من فرصة العمر التي يوفرها هذا المصنع لبطالي عاصمة الكورنيش والتي من شأنها إخراج المئات من هؤلاء من عالم الضياع الذي دفع بالكثير منهم الى ركوب قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل من وراء البحر أو الإنخراط في عصابات الإجرام التي حولت ليالي سكان جيجل الى نهار .